كان صلى الله عليه وسلم اذا دخل العشر جد والجد ظد اللهو واللعب ضد العجز والكسل والتواني فالجد هو بذل المستطاع في ادراك المطلوب فالشخص الجاد في امر هو الذي بذل وسعه وطاقته في ادراك ما يؤمل من ذلك الشيء جد واستعان في جده صلى الله عليه وسلم بما يبلغه مقصوده وشد المأزر وشد المئزر علامة من علامات الجد وهي ما يربطه الانسان على وسطه عند اشتغاله بعمل بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين يقول المصنف رحمه الله تعالى عن عائشة رضي الله عنها انها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخل عشر احياء احيا الليل وايقظ اهله وجد وشد المئزر. متفق عليه. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد. هذا الحديث حديث عائشة رضي الله تعالى عنها تضمن بيان حال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في جده واجتهاده في التقرب الى ربه جل وعلا بما يكون من صالح العمل قالت رضي الله تعالى عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخل العشر والمقصود بالعشر العشر الاواخر من رمضان وهي من اشرف ليالي الزمان اذ ان فيها ليلة قال الله تعالى فيها خير من الف شهر وهي ليلة القدر من الاعمال المضنية الاعمال المكلفة فانه يشد على وسطه ما يقيم به صلبة ويستعين به على ادراك حاجته. هذا معنى قوله شد المأزر وقيل شد المأزر اي اجتنب النساء ولكن المعنى الاول هو الاقرب لان العشر الاواخر من رمضان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف والمعتكف لا يحل له مباشرة النساء قال الله تعالى ولا تباشروهن وانتم عاكفون في المساجد فشد المئزر الاقرب في معناه هو انه استعان بذلك على تحقيق الجد الذي وصفته به صلى الله عليه وسلم في قوله جد وشد المأزر وهذا يبين عظيم عبودية النبي صلى الله عليه وسلم لربه حيث كان على ما هو عليه من الجد في سائر ايام الزمان والطاعة في كل احواله صلى الله عليه وسلم لكن لما جاء هذا الموسم المبارك كان منه من الجد ما ضاعف العمل وزاد في الرغبة والبذل لتحصيل ما يؤمل من الخير والاجر والثواب عند الله عز وجل ثم قالت وايقظ اهله واحيا ليله اي في طاعة الله عز وجل وذكره وعبادته وخاصة الليل بالذكر لانه موطن تحصيل الفضائل في ذلك الزمان فان فيه ليلة كما تقدم هي خير من ليلة من الف شهر قالت رضي الله تعالى عنها وايقظ اهله اي لم يشغله ما هو فيه من العبادة والطاعة عما استرعاه الله تعالى اياه من الرعية كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. بل كان يشرك اهله بالخير فيوقظهم لادراك ما في هذا الزمان من الخير والفضل وفيه من الفوائد ان الانسان يأمر اهله بالنوافل فضلا عن امرهم بالفرائض فيحقق بذلك قول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا قو انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة اعوذ بالله منها. اعاذنا الله واياكم منها هذه الوقاية تحصل بامرين الامر الاول فعل الطاعات الواجبة المفروظة والامر الثاني الاجتهاد في المستحبات والتطوعات التي تكمل نقص الفرائض وتبلغ عالي المنازل ورفيع الدرجات فلذلك كان يوقظ اهله صلى الله عليه وسلم ولهذا ينبغي للانسان الا يغفل عن اهله من زوج او ولد ذكر او انثى من الابناء والبنات او الاخوة والاخوات وسائر من لهم عليه ولاية او نوع من القبول لقوله ينبغي ان يحثهم على الخير. ويجتهد في ذلك والله تعالى كريم من ان اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا استعملنا فيما تحب وترظى خذ بنواصينا الى الطاعات واصرف عنا السيئات واشغلنا بما تحب وترظى من القول والعمل في السر والعلن وصلى الله وسلم على نبينا محمد