ايها الاحبة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في لقائنا اليوم وبعد ان تولى الاسلام ان يضع الاساس ليركز علاقة اليوم الاخر بالمسلم عن طريق العقيدة والايمان الراسخ جاء الدور ان يركز وجدانه بها ان يربط وجدانه بها وعاطفته اليها وان يشد اشواقه وتعلقه بها وهذا هو السر الذي من اجله تولى القرآن والسنة ان يذكر بالتفصيل والاتساع الكاملين الواسعين المفصلين انباء الدار الاخرة لدرجة انه لفت نظري ان بعض الصحابة كانوا يقولون مثلا واحد يقول كان النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يمثل احيانا بعض مواقف الاخرة كموقف انه يأخذ بحلقة الجنة ويهزها حتى ان المنبر ليهتز به فاقول في نفسي اواقع هو برسول الله صلى الله عليه وسلم وفي واقعة اخرى يظل النبي صلى الله عليه وسلم نهارا يحكي نبأ الاخرة حتى يوشك المغرب على الاذان وتقرأ القرآن فتجد ايات مفصلات عما سيحدث في الجنة والنار والحساب والصراط والحوض والجزاء وما الى ذلك لماذا يفعل الاسلام هذا يفعله لكي تعايش هذه الدار هذه الوقائع لكي تعايش هذه الظروف لكي تقترب منها انه لما احكي لك شيء تحلم به انما اذا كنت لا تعرف عنه شيئا لا تحلم به وانما انا لما اجي اخد اولادي الى مكان اقول له المكان ده فيه كزا وفيه كزا وفيه كزا فينام متشوقا الى ان يذهب الى هذا المكان فالاسلام اراد ان يقص على الناس نبأ الدار الاخرة لكي يصنع اشواقهم. شايف يصنع اشواقهم اليها وتطلعهم اليها المشكلة التي نقع نحن اليوم فيها في هذا الجيل من المسلمين اننا نتصور ان الفكرة العقلية فقط كفاية هنعيش هنموت هنبعث جنة او نار من قال هذا الانسان يريد الحكاية يريد القصة يريد المعايشة يريد ان يفهم والحمد لله ان الاسلام حين يطرح باتساع هذا القصص يبنيه على انه اسس اصلا عقيدة الايمان بالدار الاخرة عند الناس الساسة اصلا عندهم بالبراهين خلاص فهو الان حين يقص يربط عاطفتهم يربط اشواقهم ولاحظت ملاحظة في منتهى الاهمية ان الاسلام لكي يربط المسلم بالاخرة لم يتعامل عبر محور واحد ده هو تعامل عبر محور عقله ليركزها في عقله بالادلة والبراهين وليركزها في وجدانه بالايمان والثقة وتلاوة الايات والاحاديث وليركزها في عاطفته بالدعاء والطلب لدرجة ان يلد ربي اقم الساعة عاطفة تجاه الاخرة من احب لقاء الله احب الله لقاءه. يرقزها يا اخوة حتى في في عروقه وشعيراته في دمه لما يقول له كل صغيرة وكبيرة من حياتك حتى في الدعاء. انت عارف اللي بيقف يصلي امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما. دي حركة جسد لكن قلبه شكله ايه؟ يحذر الاخرة لولا حظر الاخرة ما قام وركع وسجد الاية تقول رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة ليه؟ لان قلوبهم يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار متعلقين بالاخرة فيقدرون على العبادة. ولذلك لما بيأتيني احد الاخوة يشكو مثلا من انه مش قادر يحافظ على الصلاة هقعد اقول له بقى ابقى نام بدري واصحى بدري عشان تصلي الفجر ده كويس قوي لكن مش هو ده السبب المباشر السبب المباشر ان قلبه مصدي صادق مش قادر يقومه. الله تعالى يقول عن الصلاة وانها لكبيرة جدا كبيرة جدا صعبة. يقول وانها لكبيرة الا على الخاشعين. الخشوع دي حالة قلبية. طب بييجي منين الخشوع؟ الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم الاخرة الاخرة هي اللي بتصنع في القلب الطاقة اللي تخلي الواحد يعبد ربنا سبحانه وتعالى بدون المعايشة الكاملة والتعلق الكامل بنبأ الله بالنبأ العظيم لا يمكن ان تستطيع ان تستطيع العبادة بل هناك نوع اخر من العبادات يا ريت نعرفها مع الاسف الناس مش واخدين بالهم منها هم متصورين العبادة الجسم يقف ويركع ويسجد يبقى ده اسمها صلاة اطلع فلوس من جيبي ادفعها دي اسمه زكاة امنع فمي عن الطعام والشراب اسمه الصيام وخلاص ده فيه عبادات للقلب يجي تلاتين خمسة وتلاتين عبادة اليقين الخشوع الاخبات الصبر الشكر التوكل على الله التوكل على الله الايمان الحب كل هذه عبادات يفعلها القلب كيف الاخرة هي التي تخلق في القلب هذه الانواع من العباد. اليقين بالله. انت احنا عندنا يقين بالله والله معزم الناس مش عارفين معزم الناس العادية دي ايش عرفني انا عندي يقين يعني يعني ايه يقين؟ اشرح لي الاول الاخرة هي التي تخلق هذه لذلك احنا حالتنا كرب الا من اتى الله بقلب سليم يوم القيامة هذه عن قلب نبتت فيه هذه العبادات اصبح حديقة غناء. العبادات موجودة. انا ان معظم المسلمين اليوم الانواع دي من انواع العبادة مش عندهم اصلا ما يعرفش يعني ايه يتوكل على الله. ولو انكم تتوكلون على الله حق توكله. يعني ايه حق توكله معظم الناس لا يعرفون معنى حق توكله توكل اليقين الاخبات المخ وبشر المخبتين. طب انا ببشركم انتم مخبتين حد عارف يعني ايه مخبت ازا كانوا مش عارفين يعني ايه مخبت اذا كان لا يعرف معنى الاخبات كيف سيكون مخبتا لذلك الاسلام عندما ذكر التفاصيل التفاصيل كما اقول دائما ذكرها لينبت في القلب عبادات القلب. حاجة اسمها عبادات القلب ذكر الاسلام حتى في السلوك حتى في تصرفات الانسان كنت الحقيقة وهذا ربما كنت من قريب في آآ حل مشكلة زوجية واحد اختلف مع زوجته فطلقها ثم اتفق الزوج والزوجة انه طيب نرجع لبعض فجاء اخو الزوجة ورفض انه يرجعها قال لا يمكن بعد ما سابها لا يمكن يرجعها له تعرفوا يا اخواني انا لم اجد الا الايمان باليوم الاخر لكي اتمكن من ان هذا الرجل يعيد اخته الى زوجها وجدت اية في كتاب الله تقول وهي مسألة بقى خناقة زوجية عادية جدا لكن الاية في كتاب الله تقول ولا تعضلوهن ما تتعبوهمش ان ينكحن ازواجهن يرجعوا لازواجهم اذا تراضوا بينهم بالمعروف ذلك يوعظ به منكم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر. ذلكم ازكى لكم واطهر فقلت له في اية بتقول لك رجعها له ازا كنت تؤمن بالله واليوم الاخر طبعا اول ما اقول له تؤمن بالله واليوم الاخر يأتي في ذهنه تماما تفاصيل اليوم الاخر فيرتجف ان يمنع عودة الزوج الى ونجح حل المشكلة الزوجية. لذلك انا دائما اقول لا فائدة اطلاقا ان لم نتعلق في سلوكنا واخلاقنا وفي كل شيء بالله واليوم الاخر وهذا هو السبب الذي جعل لا ما يمضي عبر كل هذه المحاور عقليا ووجدانيا وعاطفيا وسلوكيا واخلاقيا وعباديا حتى في الدعاء واحد يظل يدعو ربه يقول الله تعالى اه انتم عارفين اه في ناس بيحبوا النوم قوي قوي فلما تقرا في القرآن ان كان في ناس عندما ينامون ييجي ينام يحس ان السرير الفراش كانه شوك كانه مولع تحته مش قادر ينام فيقوم فيسميها الله تتجافى جنوبهم يعني في جفوة وفي خصام بينه وبين فراش يقول تتجافى جنوبهم عن المضاجع ليه ايه اللي مخليهم كارهين السرير والفراش؟ يقول يدعون ربهم خوفا وطمعا. الاخرة الطمع في الاخرة والخوف منها في صدورهم تماما. لهذا ايها الاخوة الاسلام كما دائما اقول ظل يدق عند الناس الايمان بالاخرة بالاخرة. والنبي يقص باتساع. والقرآن يتكلم بالتفصيل. وايات بينات ومواقف الملائكة ولذلك دعونا الان بعد هذه اللقاءات الطويلة الحقيقة التي قدمنا فيها لهذه السلسلة. دعونا ندخل الى حقيقة ما يقع في الدار الاخرة وتبقوا عارفين ان هذا لترتبط بها عقائدنا وعواطفنا ولنعيش حياتنا فيها. قبل ما ادخل اقول لكم في مثل في بلدنا يقوله الناس البسطاء يقولوا كل واحد يعيش عيشة اهله يعني ايه كل واحد يعيش عيشة اهله يعني من عاش بكليته في الدنيا يعيش عيشة الدنيا ومن عاش بكليته فيما سيحدث يوم القيامة يعيش عيشة الاخرة. شيء طبيعي العبرة ايه اللي مسيطر على عقلك؟ ايه اللي مسيطر على وجدانك هل المسيطر على وجدانك هو ما تراه يوميا في الشغل وفي البيت ومن الزوجة والاولاد والمدير والسيارة الفاخرة الهاكم التكاثر سيارة احسن ووظيفة الا وابيت افخم ومكان هل هذا هو المسيطر فتعيش عيشة الدنيا اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار مش هي الاية كده؟ من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها. هيجيب عربية وبيت وزوجة واولاد ويعيش كويس اولئك وهم فيها لا يبخسون اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار ولا تريد الاخرة يبقى مسألة مختلفة اذا كانت المسيطر على ذهنك انك تدرك ما سيحدث في الجنة والنار والصراط والحوض فانك تعيش متعلقا بهذا. اقرأ معي قول الله تعالى في سورة الاسراء من كان يريد العاجلة الدنيا دي اوي اوي اوي عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا يأخذون من الدنيا ما كتب الله لهم بالراحة مرتاحين وباتساع ويأخذون الاخرة ايضا