الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول السائل احسن الله اليكم لماذا لم يستطع العلماء جمع احاديث صحيحة؟ لا ينتقد على صحتها كما هو الحاصل في صحيحي البخاري ومسلم بمعنى ان الاحاديث التي خارج البخاري ومسلم بين اخذ ورد في تصحيح وتظعيف حتى التي قد تصح في من ينتقدها ويضاعفها ويأتي اخر يقويها. فلماذا الى الان لم يستطع العلماء ان يفيدونا ويقولوا كل الاحاديث التي هنا صحيحة والتي هنا ضعيفة وينتهي موظوع التصحيح والتظعيف. خاصة في زمان توفر فيه المصنفات وكتب العلل والسؤالات الحمد لله رب العالمين وبعد هذا لا يمكن ان يوجد في هذا الزمان لان اكثر الاحاديث فيها نوع كلام. ولم يسلم من كلام العلماء رحمهم الله تعالى او بعضهم الا ما اتفقت الامة على تلقيه بالقبول والحكم عليه واجمعوا على الحكم عليه بالصحة ومن المعلوم المعروف عند اهل العلم رحمهم الله تعالى ان المسائل التي يتفق الناس عليها اقل من المسائل التي يختلفون فيها ولذلك تجد ان مسائل الخلاف في الفقه اكثر بكثير اضعافا مضاعفة من مسائل الاجماع اليس كذلك؟ الجواب بلى فلا ينبغي للانسان ان يكلف الامة ان تتفق على رأي واحد في كتاب واحد. صحة او ضعفا اجماعا او خلافا هذا مما لا يمكن مطلقا جمع الناس عليه. حتى الاحاديث التي اخرجها البخاري ومسلم لم تسلم من النقد فان الامام الدار قطني نقد جملا مما في صحيح الامام البخاري وكذلك بعض اهل العلم نقدوا جملا من الموجودة في صحيح الامام مسلم سواء انقت اسناد او نقد متن. فهذه سنة الله عز وجل الكونية التي لا يمكن ان تتبدل ولا ان تتغير كما قال الله عز وجل ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم في الاختلاف سنة كونية فيما بيننا سواء في مسائل الحديث او في مسائل التفسير او في مسائل الفقه فعلى الانسان ان يجتهد هو بنفسه في معرفة الصحيح والضعيف. فحتى تبقى الامة في اجتهاد دائم وفي اطلاع دائم اراد الله عز وجل ان يوجد هذا الامر في كونه وهو اختلاف افهام العلماء في النظر في الادلة والاسانيد. واختلاف الاجتهادات في المسائل والاحكام الشرعية. فالناس ليسوا على عقلية واحدة وليسوا على درجة واحدة من العلم والبحث والنظر والتحقيق والتحري والتدقيق فبما انهم مختلفون في هذه الفروق الفردية فيما بينهم فلابد ان يظهر بينهم في اعمالهم وانتاجهم مصنفاتهم واجتهاداتهم وارائهم ومؤلفاتهم اختلاف ايضا. فلو ان الامة اتفقت على حكم واحد لانقطع باب الاجتهاد. لكن اراد الله ان تتفق الامة على جمل من الاحكام ولكن ايضا اراد الله وفي كونه ان تختلف الامة في كثير من الاحكام. حتى يبقى حتى تبقى دفة النظر ودفة القراءة ودفة الاجتهاد ودفة السؤال تسير بين اهل العلم رحمهم الله. والا فلو ان هناك كتابا من قرأه لكان عالما لصحة جميع ما فيه لكان الناس علماء جميعا بقراءة هذا الكتاب. لكن يبقى قضية النظر وقضية الاختلاف. وقضية الاجتهاد. تبنى على اختلاف الناس في افهامهم وعقولهم وادراكاتهم ونظرهم وتحريرهم. وعلى كل حال فطلبك هذا محال لانه مخالف لسنة الله الكونية. ولان عمل البشر لابد ان يكون مناطه النقص. حتى صحيح الامام البخاري انتقد. وحتى صحيح الامام مسلم انتقد وحتى بعض كتب السنة التي سماها مؤلفوها بالصحيح كصحيح ابن خزيمة ايضا وصحيح ابن حبان انتقد. كل هذه فقده لكن يبقى ان مجمل ما فيها قد تلقته الامة بالقبول. لكن تبقى بعض المواضع فيها نوع خلاف بين اهل العلم. لان هذا عمل بشر هذا عمل بشر ولا يمكن ان تتفق الامة على عمل واحد في كل جزئيات تهاوى في كل مسائلها واجتهاداتها. فانا اطلب منك بارك الله فيك ان تراجع نفسك في هذا الطلب من الامة فانك تطلب من الامة شيئا محالا وجوده والحال كما ذكرت لك. فانت تطلب خيالا وترجم حالا فلا يشغلك انك هذا الطلب عن تحقيق المسائل وعن النظر في كلام العلماء. وعن وعن نفع الامة بشيء تنتجه لها. يقربها من الصحة يقربها من الحق ويقربها من فهم الادلة والله اعلم