السؤال الاول صاحبه يقول سؤال حيرني سؤال حيرني ارجو الا اكون مجاوزا الحد في طرحه لماذا يترك الله العبد يعود الى ذنب كرهه واصر على عدم العون وسأل الله كثيرا الا يعود بادئ ذي بدء في الاجابة عن هذا السؤال ينبغي ان نلتزم ان نقف عند حدود عتبة الادب مع الرب جل جلاله والله جل جلاله لا يسأل عما يفعل وهم يسألون افعاله جل جلاله لا تنفك عن حكمته ادرك ذلك من ادرك وجهل ذلك من جهل وجهل ذلك من جهل ولن تستطيع ان تبلغ العلم بالحكمة من جميع افعال الله. الا اذا اوتيت علما كعلم الله وهيهات هيهات المسألة الثانية ان للجواب عن هذا السؤال مقامان المقام الاول ان يكون الله قد ابتلاه بذلك ليستخرج منه عبودية الضراعة والانكسار وحرقة الالم والندم فان انين المذنبين التائبين احب الى الله من زجل المسبحين المدلين ابن القيم رحمه الله يقول انين المذنبين احب اليه من زجل المسبحين المدلين ولعل الله سقاه اسقاه بهذا الذنب دواء استخرج به داء قاتلا هو فيك ولا تشعر فلله في اهل طاعته ومعصيته اسرار لا يعلمها الا هو ولا يطالعها الا اهل البصائر فيعرفون منها بقدر ما تناله معارف البشر ووراء ذلك ما لا يطلع عليه الكرام الكاتبون وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ازا زنت امة احدكم فليقم عليها الحد ولا يثرب. يعني لا يوبخ ولا يلوخ اي لا يعير كقول يوسف عليه السلام لاخوته لا تثريب عليكم اليوم فان الميزان بيد الله وان الحكم لله فالصوت الذي ضرب به هذا العاصي بيد مقلبي القلوب والقصد اقامة الحد لا التعيير والتخريب ولا يأمن كرات القدر وسطوته الا اهل الجهل بالله وقد قال الله تعالى لاعلم الخلق به واقربهم اليه وسيلة. ولولا ان ثبتناك. لقد كدت تركن اليهم شيئا قليلا وقال يوسف الصديق والا تصرف عني كيدهن اصبو اليهن واكن من الجاهلين وكانت عامة يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ومقلب القلوب وكان يقول ما من قلب الا هو بين اصبعين من اصابع الرحمن عز وجل. ان شاء يقيمه اقامه ان شاء يقيمه اقام وان شاء يزيغه ازاغه ثم قال اللهم مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك. اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك هذا هو المقام الاول المقام الثاني ان بعض الناس قل لا تكون همته الى التوبة عالية بالقدر الذي يحرق كل مثيرات العودة الى الزلل ومشهيات الرغبة في معاودة ارتكابه فلا ينبغي ان يكون مخنث العزم ثم يلقي باللائمة على القدر لا ينبغي ان يكون مخنث العزم ثم يلقي باللائمة على القدر والقدر يتعزى به بعد وقوع المصائب. ولا يحتج به على تسويغ القبائح والمعايب واخيرا لا ينبغي له ان يقنط من رحمة الله ولا ييأس من روحه فانه لا يقنط من رحمة الله الا الضالون ولا ييأس من روحه الا القوم الكافرون ولا ينبغي لاحد ان يظن ان الصالحين بلا ذنوب انهم فقط استتروا ولم يجاهروا استغفروا ولم يصروا اعترفوا ولم يكابروا احسنوا بعد ما اساءوا لقد قيل لاحد السلف كيف انت ودينك؟ فقال تمزقه المعاصي وارقعه بالاستغفار تمزقه المعاصي وارقعه بالاستغفار وليذكر صاحبنا حديث ابي هريرة الذي رواه مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه جل جلاله قال اذنب عبدي ذنبا فقال اللهم اغفر لي ذنبي فقال تبارك وتعالى اذنب عبدي ذنبا فعلم ان له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ثم عاد فاذنب فقال اي ربي اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى عبدي اذنب ذنبا فعلم لان له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ثم عاد فاذنب. فقال اي ربي اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى اذنب عبدي ذنبا فعلم ان له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. اعمل ما شئت فقد غفرت لك اعمل ما شئت فقد غفرت لك لا ادري روي الحديث يقول اقال هذا في الثالثة ام في الرابعة؟ اسأل الله ان يجبر كسره وان يقيل عثرته وان يغسل حوبته وان يرده اليه ردا جميلا. اللهم امين