الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم ومن المسائل ايضا اي المسألة الخامسة. قاعدة لن يدخل احد الجنة بعمله كلام الامام الطحاوي ملغم من القواعد. جميلة قواعده. لن يدخل احد الجنة بعمله. واصل هذه القاعدة في صحيح الامام مسلم من حديث جابر رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لن يدخل احد منكم الجنة بعمله قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا. الا ان يتغمدني الله برحمة منه وفضل. او كما قال صلى الله عليه وسلم فان قلت ومن اين اخذت هذه القاعدة؟ من كلام الامام الطحاوي؟ فاقول من قوله ونرجو للمحسنين من المؤمنين ان يعفوا عنهم فاثبت انهم محسنون. وانهم مؤمنون. ومع ذلك لا يزال يقول نرجو نرجو فاذا احسانهم وايمانهم ليس كفيلا لوحده ان يدخلهم او يوجب لهم ايش؟ الجنة فليس فايمان احد عوضا عن دخول الجنة مطلقا. حتى وان كان عمله عمل نبي النبي صلى الله عليه وسلم فلو ان دخول الجنة مقرونا بعمله لما دخل الجنة بمجرد عمله. لكن هذه الاعمال الصالحة توصلنا الى رحمة الله التي توجب لنا جنته فان قلت وضح لنا اكثر حتى لا يداخلنا الشك. فاقول اعلم ان المتقرر عند العلماء ان الثمن لا بد ان يكون مكافئا للمثمن. كما ان السيارة الثمينة لا يكون ثمنها زهيدا. بل لا بد ان يكون ثمنها مساويا لفخامتها. والمرأة الجميلة لها ثمنها اي لها مهرها. وكذلك الدار الجميلة لها مهرها فاذا الثمن لابد ان يكون مساويا للمثمن. واعظم دار خلقها الله واجمل دار وافخم دار على الاطلاق. ما هي الجنة ولا يمكن ان يقف عوضها ثمن واحد ثمنا ثمن كائنا من كان. حتى اعمال الانبياء لا تصلح ان تكون ثمنا مساويا للجنة نقول حتى اعمال الانبياء. وهذا يفيدك ان الباء في قوله لن يدخل احد منكم الجنة ان هباء العوظ اي ان الجنة لا تكون عوضا عن عمل احد من الناس كائنا من كان. وهذا يحل الاشكال في كثير من الايات التي يقول الله بعد ذكر الجنة ونعيمها قال جزاء بما كانوا يعملون وهذه باء السبب. فالاعمال الصالحة سبب للدخول وليست عوضا له فالاعمال الصالحة سبب للدخول وليست عوضا له. فان قال لك قائل كيف نجمع بين هذا الحديث؟ لن يدخل احد منكم الجنة بعمله وبين قول النبي وبين قول الله جزاء بما كانوا يعملون. فكيف نص ينفي ان يكون العمل مؤثرا؟ ونص يثبت يكون العمل مؤثرا فنقول لا اشكال في ذلك اذا عرفت معنى البائين في النصين. فان الباء في الاية بما كانوا يعملون انما هي باء السبب. فالجنة لدخولها اسباب. من اسباب العمل الصالح فالاعمال الصالحة من اسباب دخول الجنة. والباء في هذا الحديث لن يدخل احد منكم الجنة بعمله هي باء العوظ وقد بينت لك ما معنى باء العوظ؟ فالجنة لا يقاومها عوض عمل كائنا من كان. ابدا حتى استغرب الصحابة قوله فقالوا ولا انت يا من تقوم الليل ولا تفتر وتصوم النهار ولا تفطر وتذكر ولا تغفل وخير انبياء الله على الاطلاق. وخير من خلق الله. عملك لا ليس عوضا؟ قال ولا انا اي ان عملي على كثرته واستقامته لا يصلح ان يكون عوضا بمجرده لدخول الجنة فماذا نقول نحن ايها الاخوة نسأل الله السلامة والعافية ولذلك لا ينبغي ان تنظر الى اعمالك مهما بلغت انك تمن بها على الله وانها كفيلة بان تدخلك الجنة بل ينبغي للمؤمن ان ينظر الى اعماله دائما بنظر النقص والتقصير في حق الله عز وجل. فاذا هذه القطعة من كلام الامام الطحاوي يربينا فيها على عدم النظر للاعمال فليس احسان من احسن موجبا لدخول الجنة. بل قال نرجو للمحسنين. وهم محسنون لا تزال ترجلهم؟ قال نعم لا ازال ارجلهم وان حققوا اعلى مراتب الدين وهي الاحسان. لان الدين اسلام وايمان واحسان والاحسان اعلاها ومع ذلك فلا يزال يرجو لما؟ لانه لن يدخل احد منكم الجنة باحسانه. ولن يدخل احد منكم الجنة بايمانه. ولن يدخل احد منكم الجنة بقيامه لليل ولا بصيامه للنهار. وانما هي مجرد اسباب توصلك الى رضا الله ورحمته وفضله ثم بعد ذلك يوصلك ذلك الى جنته