سلسلة الدروس القصيرة بعد العصر بعنوان (ليدبروا آياته) للشيخ محمد بن عبدالله المعيوف

ليدبروا آياته 46 تأملات في سورة الملك ج 5 للشيخ محمد بن عبدالله المعيوف

محمد المعيوف

قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني فسبحان الله وما انا من المشركين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره نعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده - 00:00:00ضَ

فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا. احسن الله عزاء اخواننا. وغفر - 00:00:30ضَ

لموتاهم وتغمدهم برحمته ورضوانه واسكنهم فسيح جنانه. اما بعد فما ما زال الحديث موصولا عن بعض من ايات هذه السورة العظيمة سورة الملك والتي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم انها شفعت في رجل حتى غفر له - 00:00:50ضَ

وكان الحديث في الدرس الماضي عن الخشية وعن ثمراته وتبين من خلال هذا الحديث ان الخشية هي في احدى اركان ثلاثة للعبادة والاركان الثلاثة هي المحبة و الخشية او الخوف والرجاء وذكر كلام شيخ الاسلام رحمه الله في هذه الاركان الثلاث - 00:01:20ضَ

وانها محركات القلوب والقلوب تحتاج الى اخوان الى ما يحب وتحتاج من صاحبها الى ان يتفقدها ويتعاهدها. ام فيما يحرك في طاعة الله عز وجل فالمحبة كما يقول رحمه الله تجعله في الطريق - 00:02:00ضَ

والخوف يمنعه من الخروج من ذلك الطريق. والرجاء يقوده. الى نيل مطلوبه وتحقيق مرغوبه ثم ذكر الله عز وجل علمه اطلاعه وانه تعالى يعلم السرائر والضمائر والبواطن والظواهر. لانه تعالى عليم بذات الصدور - 00:02:30ضَ

ولانه الخالق سبحانه وبحمده. الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير. ثم قال الله عز وجل هو الذي جعل لكم الارض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور - 00:03:10ضَ

يمتن الله سبحانه وتعالى على عباده ان ذلل لهم هذه الارض وجعلها اهلهم فراشا ومهادا وبساطا وقرارا جعلها كالذلول التي يمتطيها راكبها. ويسير بها اكيفما توجه كذا الارض فانها مذللة مسهلة لسالكيها. قالت - 00:03:30ضَ

تعالى الله الذي جعل لكم الارض قرارا وصوركم فاحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين. والمقصود ان الانسان عندما تنظر في هذه الارض وما يسر الله تعالى فيها وما سهل فانه بذلك - 00:04:10ضَ

ان الخالق لهذا الكون العظيم سماواته وارضه هو المستحب للعباد وحده دون ما سواه وينظر في الاء الله تعالى ونعمه عليه فان ما في الارض وما في السماوات وما في البحار كله مسخر لك - 00:04:40ضَ

قال تعالى الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بامره. ولتبتغوا من فظله ولعل هم تشكرون وسخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه. ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون - 00:05:11ضَ

ينظرون ويتفكرون في خلق الله عز وجل ولاي شيء خلقت هذه الاشياء فاذا سمر الانسان الحكمة من خلقها وانها خلقت من اجله الى ذلك يعرفه بنعم الله سبحانه وتعالى عليه - 00:05:31ضَ

تلك النعم العظمى والتي ما تزال تتتابع على الانسان تترى ليله ونهاره وما به من النعم كلها فهو من الله عز وجل. قال تعالى وما بكم من نعمة فمن ان الله سم اذا مسكم الضر فاليه تجهرون - 00:05:58ضَ

جعل الله تعالى الارض قرارا وامرنا ان نسير في مناكبها في جوانبها ونواحيها. فيطلب الانسان من خيرات الظاهرة والباطنة. وكم في باطن الارض من الخيرات والخزائن. التي الله سبحانه وتعالى فيها - 00:06:25ضَ

ليخرج الانسان من خيراتها وبركاته وثمراتها ما ييسره او ما يسره الله سبحانه وتعالى له وكلوا من رزقه وبعد ان يسير في نواحي الارض. باحثا عن اسباب رزقه يأكل مما رزقه الله وما هيأه وما خلقه وما اعد له. افي هذه الارض وفيه الامر بفعل - 00:06:50ضَ

اب في طلب الرزق وان فعل الاسباب لا ينافي التوكل على الله عز وجل فان المسلم الموحد يفعل السبب فلا يلغيه. وعندما يفعله لا يلتفت اليه. فان الالتفات الى الاسباب قد - 00:07:23ضَ

في توحيد الانسان وانكار الاسباب ان تكون اسبابا قدح في عقله. فهو اذا يفعل السبب وقلبه متوجه الى الله عز وجل. لان هذا السبب قد يحصل به المقصود. وقد لا يحصل - 00:07:49ضَ

وقد يحصل به عكس المقصود. وقد يوجد شيء يمانعه ويضاده فلا يتحقق المراد ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لو انكم توكلتم على الله حق التوكل لرزقكم كما يرزق الطير - 00:08:09ضَ

تغدو خماصا وتروح بطانا. في اول النهار وهي جائعة. وتروح في اخر النهار وقد امتلأت بطونها فرزقها الله سبحانه وتعالى. وهو المتكفل برزق خلقه كله. فما خلق خلقا ليهمله ويضيعه. وما من دابة في الارض - 00:08:32ضَ

الا على الله رزقها. ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين. وهذا الطير وراح يبحث عن رزقه وفعل الاسباب. مع ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لو توكلتم على الله حق التوكل - 00:09:02ضَ

لرزقكم كما يرزق ذلك الطير. فدل على ان فعل السبب لا ينافي التوكل ثم قال عز وجل وكلوا من رزقه. فما في الارض كلها هو رزق من الله عز وجل - 00:09:22ضَ

ونعمة سخرها الله سبحانه وتعالى لك يا عبد الله وما في يدك وكله من الله سبحانه وتعالى فالمال الذي في يدك مال الله وقد استخلفك الله تعالى عليه ووكلك عليه - 00:09:43ضَ

قال تعالى واتوهم من مال الله الذي اتاكم. وقالوا وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالواجب على الانسان اذا هو اكل من رزق الله عز وجل ان يشكر المتفضل المنعم سبحانه وبحمده - 00:10:08ضَ

هو الرزاق العبادة. وهو الرزاق ذو القوة المتين سبحانه وبحمده فما خلق الخلق ليرزقوه وحاشاه وانما خلقهم ان يعبدوه. وما خلقت الجن والانس الا ليعبدوني ما اريد منهم من رزق. وما اريد - 00:10:31ضَ

ان يطعموني ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين ثم ما يبذله الانسان مقابل هذا الرزق وتلك النعم العظيمة من الله عز وجل يتطلب الانسان فيها ليله ونهاره وقد يتغافل عنها في بعض الاحيان وعن التعرف على نعمة الله سبحانه وتعالى وعن شكره عليها - 00:10:56ضَ

بسبب انها اصبحت اشياء مألوفة ومعتادة وهذا ما لا ينبغي فالواجب على العبد دائما ان يستحضر نعم الله عز وجل وكلما رأى نعمة سواء كانت دائمة او متجددة شكر الله سبحانه وتعالى عليها - 00:11:28ضَ

فانه بشكر الله على نعمه يؤدي عبادة هي من اجل العبادات. وهي عبادة الشكر حتى اذا بلغ اشده وبلغ اربعين سنة قال رب اوزعني ان اشكر نعمتك التي انعمت علي وعلى والدي - 00:11:56ضَ

وان اعمل صالحا ترضاه واصلح لي في ذريتي. اني تبت اليك واني من المسلمين. فانتظمت الاية ادعية متعددة اولها شكر الله سبحانه وتعالى على نعمه والبقية داخلة في هذه العبادة الجليلة وهي - 00:12:18ضَ

الشكر ولهذا قال في اخر الاية واليه النشور. اي اليه البعث. يبعث الناس يوم القيامة من قبورهم ثم يسألون فوربك لنسألن الذين ارسل اليهم تسألن المرسلين فلنسألن الذين فوربك لنسألنهم اجمعين. عما كانوا يعملون - 00:12:42ضَ

فلنسألن الذين ارسل اليهم ولنسألن المرسلين. ومن جملة هذه المسائل التي ستوجه اليك يا عبد الله الذي يجب عليك ان تعد الجواب ما دام فيها ما دام في العمر مهلة ان يسأل الانسان عن هذه النعم التي ما تزال تتاب - 00:13:17ضَ

عليه تترا وقد اقسم الله عز وجل في كتابه ان الناس سوف يسألون عن النعيم وفي قوله عز وجل لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين ثم لتسألن يومئذ عن سوف يسأل كل واحد منا عن هذه النعم. حتى قال الزبير للنبي صلى الله عليه وسلم وما نعيمنا يا رسول الله - 00:13:43ضَ

الاسودان الماء والتمر قال اما انكم ستسألون عنهم. ولما خرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم او ليلة لقي ابا بكر ابو عمر فقال ما اخرجكما في هذه الساعة؟ قال اخرجنا الجوع - 00:14:22ضَ

قال والذي نفسي بيده لاخرجني الذي اخرجكما. صلوات ربي وسلامه عليه. ورضي عنه وقال انطلق فذهب الى رجل من الانصار فلقي امرأته فقالت مرحبا فقالوا اين فلان؟ قالت ذهب يستعذب الماء. فلما جاء ونظر الى النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه قال الحمد - 00:14:44ضَ

لله والله ما احد اكرم مني اليوم اضيافا فهذا ذهب وقطع لهم عذقا فيه رطب وتمر وبسر. ثم اخذ المدي عن السكين فقام اياك والحلوب فلا محى. الهم شاة فاكلوا وشربوا. ثم قال النبي - 00:15:18ضَ

صلى الله عليه وسلم لابي بكر وعمر وقد خرجا من بيوتهما من شدة الجوع لا يجدن دون شيئا يأكلونه حتى خيار الامة وافضلها صلوات الله وسلامه عليه. قال اما انكم ستسألون عن هذا النعيم. اخرجكما من - 00:15:45ضَ

بيوتكم الجوع. ثم لم ترجعا حتى اصبتما هذا النعيم فما ظنك بهذه النعم الموجودة اليوم يا اخوان؟ والتي يتنوع الناس ويتفننون فيها. من انواع المطاعم والمشارب والملابس والمراكب نعم كثيرة وخيرات وفيرة. لكن النعمة يا اخواني لها قيد. ان قيدت فيه - 00:16:08ضَ

والا فرت وذهبت وقيدها واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي شديد والكفر هنا ليس الكفر. المتبادر الكفر والمخرج عن الملة. ولكنه كفر النعمة وجحودها. بحيث لا يشكر العبد الجاهل الغافل ربه. فلا يعترف - 00:16:42ضَ

وبالنعمة ولا ينسبها الى المتفضل بها. ولا يضعها فيما يحب الله عز وجل. هذه لابد منها حتى يكون الانسان شاكرا. ان يعترف ان هذه النعم من الله عز وجل فينسبها - 00:17:15ضَ

اليه ويصرفها فيما يحبه الله عز وجل. اذ ليس من اذ ليس من المقبول ان يقابل الانسان نعم ربه بمعصيته سبحانه وبحمده. ولهذا يقول اهل العلم الشكر قيد الموجود وصيد المفقود. الشكور قيد الموجود وصيد - 00:17:35ضَ

مفقود به يبقى الموجود ويقيد وبه يأتي المفقود. وصدق الله ولو ان اهل القرى وامنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض. وقال ولو ان اهل امنوا واتقوا. لكفرنا عنهم سيئاتهم ولا ادخلناهم جنات النعيم. ولو انهم اقاموا التوراة - 00:18:05ضَ

وما انزل اليهم من ربهم لكانوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم منهم امة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك - 00:18:35ضَ

اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم اجعلنا لك شاكرين لك ذاكرين لك مخبتين اليك اواهين منيبين اللهم اقبل توبتنا واغسل حوبتنا. واجب دعوتنا وثبت حجتنا. واهدي قلوبنا وسدد - 00:19:00ضَ

انا وسل سخيمة صدورنا. اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر ان اللهم انا على مرضاتك اللهم اعنا على ما يرضيك عنا يا ذا الجلال والاكرام اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره علانيته وسره. اللهم انا - 00:19:28ضَ

اسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والاخرة. اللهم اصلح نياتنا وذرياتنا. اللهم اصلح نياتنا و اللهم اصلح نياتنا وذرياتنا اولادنا وبناتنا. اللهم اكفهم شر الاشرار وكيد الفجار وشر ما تعاقب به الليل والنهار - 00:20:01ضَ

اللهم امنا في اوطاننا. اللهم اصلح ائمتنا وولاة امورنا. اللهم ارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يا ارحم الراحمين. اللهم اصلح احوال المسلمين في مشارق الارض ومغاربها. اللهم من ارادنا واراد الاسلام والمسلمين بسوء - 00:20:28ضَ

فاشغله في نفسه اجعل كيده في نحره واجعل دائرة السوء عليه يا ارحم الراحمين. اللهم اغفر لنا ووالديهم وجميع المسلمين الاحياء منهم والميتين بمنك وفضلك وجودك يا ارحم الراحمين والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد واله واصحابه. جزاكم الله خير يا اخوان كل هذه سبيلي - 00:20:48ضَ

وسبحان الله وما انا من المشركين - 00:21:18ضَ