ومن العبادات ما يكون قولا يلهج به اللسان كالدعاء مثلا فان فانه ما شيء اكرم على الله من الدعاء كما جاء ذلك في الحديث والرب سبحانه وتعالى قد جعل الدعاء هو العبادة. فقال سبحانه وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي لم يقل عن دعائي. فكأنما جعل الدعاء والعبادة بمنزلة البدل والمبدل منه لانه اصرح شيء يدل على العبادة. اذ ان في الدعاء من التعلق والرغبة والرهبة والطمع والرجاء ما لا يوجد في غيره وهو محبوب عند الله كريم عليه يقول الشاعر الرب يغضب ان تركت سؤاله وبني ادم حين يسأل يغضب. اي والله ابن ادم اذا الححت عليه بالسؤال فانه يغضب وينفعل اما الرب سبحانه فلو ترك العبد سؤاله لغضب عليه لانه رب العالمين سبحانه وبحمده