في قوله ان الذين كفروا لو ان لهم ما في الارض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منه اشارة هنا الى آآ ان الدنيا هي دار العمل فقط وانه يوم القيامة لا يقبل من احد شفاعة ولا يقبل منه فدية كما قال الله سبحانه وتعالى في مواضع كثيرة في في سورة البقرة واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل. عدل والعدل هنا هو الفدية بقوله وقال ليفتدوا به فهنا قال آآ ان الكافر لو جاء يوم القيامة وكان له من الملك ومن المال ما يعادل ملء ملء الارض ومثله معه يعني ملء الارض مرتين. لا اله الا الله. الزمن لم يحدد الارض منذ ان خلق الله ادم الى لكي يفتدي به من عذاب يوم القيامة فان الله لن يتقبل منه وهذا اشارة الى هذا الموقف العظيم وان كل احد يوم القيامة يريد ان يفتدي نفسه باي ثمن كان الله ولذلك حتى ذكر في سورة عبس عندما قال يوم يفر المرء من اخيه. من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه. لماذا يا رب؟ قال لكل امرئ منهم يومئذ شأنه. شأن يغنيه وهنا يشير الى الكافر بالذات انه يوم القيامة يتمنى انه يملك مثل الارض او ملء الارض ذهبا او غيره لكي يفتدي به من العذاب ولكن الله سبحانه وتعالى لن يتقبل منه ذلك قال ما تقبل منهم ولهم عذاب اليم ولا شك الحقيقة ان هذا يعني ذكر المستقبل لنا في القرآن الكريم هذا من اوجه اعجازه وانه من عند الله سبحانه وتعالى لا يستطيع احد حتى لو كان بليغا فصيحا ان يأتي بهذه الحقائق التي لا يعلمها الا الله. نعم صحيح. وهذا وجه من اوجه اعجاز القرآن وذلك نحن نقول دائما نكرر ان الاعجاز القرآني في القرآن الكريم الذي وقع به التحدي هو البلاغة والفصاحة والبيان لكنه ليس هذا هو الوجه الوحيد صحيح. لان هذه المعاني التي نذكرها هنا مثل قوله ان الذين كفروا لو ان لهم ما في الارض جميعا ومثله معه يفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منه. هذا امر معجز فعلا نعم. من الذي يستطيع ان يذكر مثل هذه الحقائق التي لا تتضح الا يوم القيامة؟ الله اكبر هذا فضل الله على نحن ولله الحمد نعرف مشاهد يوم القيامة ولدينا في القرآن الكريم الكثير من المشاهد التي يذكرها الله سبحانه وتعالى لنا ونحن ما زلنا في الدنيا في وقت العمل نعم. فكأن معنى هذه الاية اعملوا اذا استغلوا هذا الوقت في الدنيا في العمل فانه يوم القيامة لا يقبل من احد شيء والكافر يتمنى انه يستطيع ان يفتدي نفسه بهذا القدر الكبير جدا من العدل ومن الفدية ولكنه لا يتقبل منه