الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول ما هو حق صلة الرحم الواجب يوميا او اسبوعيا او شهريا وهل يكفى وهل يكتفى بالاتصال؟ ام تجب الزيارة خصوصا اذا كانت تحدث هناك بعض المشاكل او بعض الامور التي قد تضر بالدين او الفتن الحمد لله رب العالمين وبعد. عندنا قاعدتان في هذا الباب لابد ان يبنى الجواب عليهما القاعدة الاولى تقول ان العادة محكمة. بمعنى ان الحكم اذا ورد في الشرع ولم يرد في الشرع ولا في اللغة تحديده فاننا نرجع الى تحديده بالعادة الجارية والعرف المتقرر. والله عز وجل قد امرنا بان نصل ارحامنا ولكن لم يجعل لهذه الصلة حدا معينا لا بيوم ولا بشهر ولا باسبوع ولا اكثر ولا اقل. فدل ذلك على ان من عدمها مردها الى العرف. ومن المعلوم ان المتقرر في العرف انه كلما كانت الرحم اقرب كلما كانت صلتها اوجب. وهذه هي القاعدة الثانية التي اريد الكلام عنها انه كلما كانت الرحم اقرب فلابد ان تكون صلتها اكثر لان صلتها حينئذ اوجب. فيجب عليك ان تكون صلتك لوالديك البعيدين عنك اكثر من صلتك لاعمامك. وكذلك صلتك لاعمامك اكثر من صلتك بابناء اعمامك وصلتك بابناء اعمامك او اخوالك او ابناء اخوالك اكثر من صلتك لمن هو بعيد عنك. في النسب او القرابة فاحفظ هاتين القاعدتين ان صلة الارحام ليس لها يوم يعرف به الانسان انه واصل وفيما بعده قاطع الا تعرف باسبوع ولا بشهر ولا بسنة وانما الامر مرده الى الاعراف. فما تقرر فيه العرف وجرت به العادة فانه معتمد في معرفة الواصل من القاطع وكلما كانت الرحم اقرب كلما كانت صلتها اوجب واكثر. فصلتك لاقاربك القريبين منك في الولادة ليست كصفة كصلتك للبعيدين. وبناء على ذلك فلا جرم ان صلتك بالهاتف لمن هو معك في البلد هذا قصور في باب صلة الارحام لان الوصول اليه بالسيارة او على الاقدام متيسر ولا بأس. وليس فيه مشقة ولا عنت لكن صلتك بالهاتف لمن هو من ارحامك بعيدا عنك اذا كان بعيدا عنك في بلاد اخرى فلا جرم ان الصلة بالهاتف تعتبر كافية حتى يتيسر الذهاب اليه. والخلاصة ان العرف في هذه المسائل لابد ان يبنى عليه هذا الفرع انه كلما كانت الرحم اقرب منك كلما استوجب عليك صلتها اكثر. والله اعلم