الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تقول السائلة ما حكم العدل بين الزوجات؟ الحمد لله رب العالمين وبعد. لقد اوجب الله العدل في كل شيء من مناحي الحياة بل ان قيام السماوات والارض انما كان بالعدل وقد حرم الله عز وجل الظلم في كل شيء من مناحي الحياة وما ظهر الفساد في البر والبحر الا بسبب الظلم. قال الله عز وجل ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى عن الفحشاء والمنكر والمنكر والبغي. ومن العدل الذي اوجبه الشارع العدل بين الاولاد والعدل بين فقد روى الامام ابو داود في سننه من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كانت له امرأتان فمال الى احداهما جاء يوم القيامة وشقهما حديث صحيح ولقد قسم العلماء رحمهم الله تعالى العدل بين الزوجات الى قسمين الى عدل في الظاهر والى عدل في الامور الباطنة. والعدل الواجب بين الزوجات انما هو العدل في الظاهر. بل العلم بالعدل او غلبة الظن بالعدل هو الشرط الذي يجيز التعدد. لقول الله عز وجل فان خفتم الا تعدلوا فواحدة وهذا هو العدل في الظاهر. فالعدل بين الزوجات واجب في المسكن والمأكل والملبس والمبيت بل وفي كل شيء ظاهر يمكنه ان يعدل فيه. واما العدل الباطن وهو العدل في الميل القلبي والمحبة فان هذا امر لا يستطيعه الانسان. وقد نفى الله عز وجل تحققه في قوله تبارك وتعالى ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة فالعدل الواجب هو العدل في الظاهر. واما العدل في المحبة والميل القلبي فانه من العدل الذي لا يجب على الزوج جاه زوجاته فقد يحب الانسان احد زوجتيه اكثر من الاخرى ويميل لها اكثر من الاخرى ولكن لا يجوز للزوج ان يجعل هذا التميز في الباطن شيئا واقعيا ظاهرا بل عليه في الظاهر ان سوي بينهما ورحم الله الامام جابر بن زيد رضي الله عنه. فانه قال كانت لي امرأتان وكنت تعدل بينهما حتى في القبل. يعني يقبل هذه الزوجة باعداد قبلات كما يقبل الزوجة الاخرى وهذا مجاهد رضي الله عنه قال كانوا يستحبون ان يعدلوا بين النساء حتى في الطيب. يتطيب هذه كما يتطيب لهذه. وكان محمد ابن سيرين يقول فيمن له امرأتان يكره ان يتوضأ في بيت احداه وما دون الاخرى فيجب على الانسان ان يتقي الله في زوجتيه وان يعدل بينهما في الظاهر عدلا لا تمييز فيه وان يعلم انه محاسب موقوف بين يدي الله عز وجل يوم القيامة. فيسأله عن هذا العدل فاما ان ينجيه عدله واما ان يوبقه ظلمه والعياذ بالله. والله اعلم