الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. احسن الله اليكم يقول رجل قدمت له هدية في علبة وقد وضع عليها بيتين من الشعر ذكر فيهما قوله فوالله ما مال الفؤاد لغيركم وان على جور الزمان صبور بعدتم يقول بعدتم ولم يبعد القلب عنكم وغبتم وانتم في الفؤاد حضور. يقول هل هذا البيت جائز شرعا؟ الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرر عند العلماء رحمهم الله تعالى ان كل عبارة تفيد سب الدهر فانها محرمة. لان النبي صلى الله عليه عليه وسلم نهى عن سب الدهر. فقال النبي صلى الله عليه وسلم فكما في الصحيح لا تسبوا الدهر فان الله هو الدهر وهذا الحديث رواه الامام مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه. وفي بعض الفاظه لا لا لا يسب احدكم الدهر فان الله هو اه وفي لفظ اخر لا يقولن احدكم يا خيبة الدهر فان الله هو الدهر. وفي لفظ في الصحيح قال الله تبارك وتعالى يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر بيد الامر اقلب الليل والنهار. وفي رواية يقول النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى يؤذيني ابن ادم يقول يا خيبة الدهر فلا يقولن يا الدهر فانا الدهر اقلب الليل والنهار فاذا شئت قبضتهما. فاي عبارة يفهم منها سب الدهر ونسبة اليه نسبة تضجر وتسخط على الدهر. فانها تعتبر حراما عند اهل السنة والجماعة. لان هذا النهي الواردة في الحديث نهي مطلق والمتقرر في قواعد الاصول ان النهي المطلق يفيد التحريم. وبناء على ذلك فنسبة الجور الى في قوله واني على جور الزمان صبور. هذا هذا من الامور المخالفة للعقيدة. في مسألة سب الدهر نسبة الجور للزمان وهذا امر محرم لا يجوز. وقد علل العلماء رحمهم الله تعالى النهي عن سب الدهر بعدة امور منها ان الدهر لا تصريف له ولا تدبير له وانما الله هو الذي يدبر هذا الدهر وما فيه من الحوادث والامور من المصائب والافراح ومن الاحزان والاتراح. فاذا توجه السب الى الدهر فان الانسان يكون قد سب من لا ذنب له له وسب من لا يستحق السب هذا امر محرم شرعا وقال اهل السنة رحمهم الله ايضا ان الذي ان الذي يدبر ما في هذا الدهر انما هو الله. فهذا الدهر صنعة الله عز وجل فالله هو الذي خلقه وابدعه واوجد فيه هذه الحوادث. والمتقرر ان سب الصنعة سب لصانعها فاذا توجه الانسان الى الدهر بالسب فان حقيقة سبه يتوجه الى الله تبارك وتعالى وهذا امر لنا لا نعلم احدا خالف في حرمته. وقال اهل السنة ايضا علة ثالثة. وهي ان الانسان اذا سب الدهر فانه يخشى من سبه ان يتطرق الى قلبه ان الدهر هو الذي دبر وصرف هذا الامر الذي ازعجه. واساء اليه فهذا نسبة التدبير والتصريف للدهر اي نسبة التصريف والتدبير لغير الله تبارك وتعالى وهذا امر محرم فانه لا يأتي الخيرات الا الله ولا يدفع المضرات الا الله. ولا يملك الضر والنفع الا الله ولا يدبر ويتصرف في هذا الكون على الحقيقة الا الله تبارك وتعالى وبناء عليه فلا يجوز قبول هذا البيت ويجب التحذير منه لما فيه من المخالفة العقدية المذكورة والله اعلم