الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول السائل ما حكم كشف المرأة لوجهها؟ وهل وجوب تغطية الوجه اقتصر على زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم فقط ثم اندثر الحكم به بعد ذلك الحمد لله اولا الوصية لنفسي ولاخواني ان مثل هذه المسائل الدقيقة التي يتعلق بها صلاح المجتمع او فساد لا يجوز ان نفتح اذان قلوبنا واسماع رؤوسنا لمن هو غير راسخ في من انصاف المثقفين ممن يوصفون بانهم من طلبة العلم وليسوا من طلبة العلم في الحقيقة. فلا يجوز لنا ان ايها الاخوان ان نفتح الاسماع لمثل هذه الاصوات النشاز التي لم يزكها العلماء في فتيا بان خللها واتضح للامة ضررها ومخالفتها للادلة الصحيحة الصريحة فالادلة الصحيحة من الكتاب والسنة تدل على وجوب ستر المرأة لوجهها وحرمة كشفه فلا يجوز للانسان فلا يجوز للمرأة ان تكشف وجهها في محضر الرجال الاجانب مطلقا. وهذا هو الذي دلت عليه الادلة شرعية فان قلت اوليس في المسألة خلاف؟ فاقول نعم فيها خلاف ولكن حتى مع ورود الخلاف فالله عز وجل امرنا برد الامور المتنازع فيها للكتاب والسنة قال الله عز وجل وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله. وقال الله تبارك وتعالى فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا فلا يجوز ان ان نعتقد انه عند وجود الخلاف ان نختار من الاقوال ما نشاء مما يتوافق مع اهوائنا وشهواتنا هذا امر لا يجوز. بل الواجب علينا ان نختار اقرب القولين للحق المتفق مع الكتاب والسنة فان من الناس من اذا كانت المسألة فيها خلاف اختار من الاقوال ما شاء فاذا انكرنا عليه قال المسألة خلافية وكانه يستسهل بها مع وضوح الادلة في ترجيح احد القولين. فهذا لا تبرأ ذمة صاحبه مطلقا. وليس بعذر له عند الله اذا كان القول الذي اعتمده هو القول المرجوح المخالف للادلة بان المسألة فيها خلاف فهذا ليس بحجة على الله ولا بعذر للعبد وليس طريقا لابراء ذمته. بل الواجب علينا عند وجود الخلاف بين العلما ان ننظر الى اقرب القولين للحق. وبعد النظر في ادلة الكتاب والسنة وجدنا ان اقرب القولين للحق المتفق مع الكتاب والسنة وعمل سلف الامة هو وجوب ستر المرأة لوجهها ولابد من التنبيه كذلك على ان من اجاز كشف الوجه من اهل العلم انما ظبطه بضوابط وشرطه بشروط وهو الا يكون ثمة فتنة والا تكون المرأة قد وضعت على وجهها شيئا من المساحيق او الزينة من المكياج وغيره والذي نراه ممن يستدل باقوال هؤلاء العلماء الذين اجازوا كشف الوجه لا نجده يعمل بالشروط التي نصوا عليها فتجد المرأة في وسائل الاعلام بادية مبدية وجهها وعليها كامل الزينة وكأنها ستزف لعريسها. ثم اقول بعد ذلك المسألة خلافية. وبعض العلماء قد اجاز كشف الوجه. فالناس اخذوا الجواز وتركوا الشروط فالزمان عندنا زمان فتنة. فاننا نرى كثيرا من الافعال الشيطانية. ممن لا يخافون الله عز وجل من متابعة الاعراض وتتبع العورات ومن المعاكسات والغزل في الاسواق والمنتديات والحدائق العامة والشوارع. فالزمان زمان فتنة. وقد اجمع العلماء ان الزمان اذا كان زمان فتنة او كان المرأة شابة يخشى من كشف وجهها. وجود الفتنة منها او بها او عليها ان الواجب عليها ان تستر وجهها. وكذلك اجمع فيما اعلم من كلامهم انه لا يجوز للمرأة حال كشف وجهها عند من قال بجوازه ان تضع شيئا من الزينة عليه ولكن الناس تساهلوا في مثل هذا الامر. ولذلك المجتمع مربوط صلاحه بستر المرأة. فلا زالوا المجتمع امنا على عرضه ما دام وجه المرأة مستورا والذي يحاول الله ويجلبون على المجتمع بخيرهم ورجلهم ان يبعدوه عن وجه المرأة. فمتى ما خلعت المرأة جلباب حيائها وكسبت سترها وبان وجهها فان الفتنة حينئذ سوف تقع. ومن قال بان هذا تشكيك في المجتمع فهو احد رجلين اما رجل جاهل لا يدري عن حقيقة المجتمع وحقيقة الواقع الذي يدور حوله واما رجل سوء لا يريد بالامة خيرا. بل يريدها ان تقع فيما وقعت فيه الامم من حولها. في براثن الفاحشة والزنا وانتشار اللقطاء. واختلاط الحابل بالنابل وانتهاك الاعراض. فالذي ادين الله عز وجل به واشهد الله عليه ان وجه المرأة يجب ستره في محضر الاجانب ولا يجوز كشفه. ولي رسالة في هذا لعل السائل يراجعها في ذكرت فيها ادلة الادلة من الكتاب والسنة على وجوب ستر وجه المرأة واجبت فيها بما فتحه الله عز وجل عن تلك الادلة المحتملة المتشابهة. التي يفزع اليها من قال بوجوب ستر وجهها فالله الله ايها المجتمع الكريم بالمحافظة على حجاب المرأة. فاننا لا نزال في خير ومنع باذن الله ما دام وجهها مستورا في محضر الرجال الاجانب. وان اعداء الله يجلبون بخيلهم ورجلهم على ثلاث نقاط في مجتمع على نقطة الدين وعلى نقطة المناهج وعلى نقطة المرأة. فمتى ما هدموا هذه استطاعوا ان يستبيحوا عرظ المجتمع ودين المجتمع وقيم المجتمع واخلاق المجتمع. ووصيتي لولاة الامر في هذه البلاد وفي غيرها من بلاد المسلمين ان يتقوا الله في نساء المسلمين وفي اعراضهم. فيمنعوا جميع من يفتي بجواز كشف وجه المرأة في هذا الزمان الذي هو زمان فتنة فانهم من دعاة الفتنة حتى وان تعذروا بوجود خلاف في المسألة فان الخلاف انما يحتمل في الزمان الصالح. واما في مثل هذا الزمان الذي كثر فيه الفساق وضعف فيه وازع الدين فلا يحتمل وجود هذا الخلاف فيه. وكذلك يجب على الاباء ان يتقوا الله عز وجل في بناتهم. وعلى الازواج ان يتقوا الله في ازواجهم فيمنعونهم من كشف وجوههن في الميادين العامة وفي محضر الرجال الاجانب. فهذه امانة قد ربطها الله في اعناقهم عليهم ان يحافظوا على مولياتهم من النساء. وان يتقوا الله عز وجل في اعراضهم. وان يحموا اعراضهم من تبذل السقطاء وتتبع عورات السفهاء. امانة عظيمة والحمالة ثقيلة. لكن اذا قام المجتمع باسره حاكما ومحكومين ورعاة وشعوبا ووقفوا في وجه هذا السيل الهادر على عرض المجتمع فان الله عز وجل سيجعل لهم فرجا ومخرجا فليتق الله هؤلاء المتصفون باوصاف طلبة العلم وهم ليسوا منهم فليتقوا اتقوا الله في تلك الفتاوى التي يصدرونها من هنا وهناك. مبنية على بعض الادلة المتشابهة المحتملة في امر يرجع ضرره ويتطاير شرره على المجتمع باسره ليحرقه ويحرق دينه ويتلف عرضه فلنتقي الله في مجتمعنا ولنكن حماة له. ولا نسمح بثغرة واحدة يلج منها عدونا علينا. فلا نكون سعاة لاعدائنا ورسلا لهم في هدم مجتمعنا بايدينا. اللهم اشهد انني ممن يقول بوجوب ستر وجه المرأة اللهم اشهد انني ممن يقول بوجوب ستر وجه المرأة. ولا اجيز ولا اجيز كشف وجهي في محضر الرجال الاجانب الا في حال الظرورة او الحاجة الملحة كالتداوي او غيره مما يتحقق فيه مسمى الضرورة او الحاجة الملحة. واما ما عدا ذلك فلا يجوز. والله اعلم