الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليك. ما حكم صلة الارحام اذا كانت تصدر منهم اذية الحمد لله رب العالمين وبعد ان من اعظم الشرائع التي نبهت نبهت الادلة عليها صلة الارحام فلا يجوز للانسان ان يقطع رحمه حتى وان اساءت اليه او اذته او اوصلت اليه ضررا وشرا. فيجب على الانسان الا يقطع ارحامه بل عليه ان يصلهم حتى وان اوصلوا له شيئا من الاذى او الضرر او الشر. وذلك قول الله عز وجل واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ويقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح الامام البخاري وغيره ان الرحم شجنة من الرحمن. فقال الله من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته وكذلك في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها نحوه. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله رواه الامام مسلم وقد جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان لي قرابة اصلهم ويقطعونني. واحسن اليهم ويسيئون الي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لئن كنت كما تقول فكأنما تسفهم المل. ولا لك عليهم من الله لك من الله عليهم ظهيرا ما دمت على ذلك. فلم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بقطع ارحامه مع انه اخبره انه يحسن اليهم ويسيئون اليه ويصلهم ويقطعونه والمتقرر عند العلماء في باب صلة الارحام ان حقيقة الصلة ليست بالمكافأة. وانما حقيقة الصلة هي في من اذا قطعت رحمه وصلها. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس الواصل بالمكافئ. ولكن الواصل من اذا قطعت رحمه وصلها ولا يجوز للوالدين ان يمنع اولادهما من بر اقاربهم وصلة ارحامهم فان هذا من الامر بالمعصية. والمتقرر عند العلماء ان من امرك الله بطاعته فان ما له مطلق طاعة للطاعة المطلقة والمتقرر عند العلماء انه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. والمتقرر عند العلماء ان طاعة انما تكون في المعروف فلا طاعة للوالدين اذا امراك بقطع الرحم. فعليك ان تصل ارحامك حتى وان نهاك ابوك او امك عن وصلها اذا لم يكن هناك مبررا مقبولا شرعا. في امره في امرك بقطع ارحامك. فاذا لم كن الا مجرد الدنيا والحسد او البغضاء التي لم تبنى على دين الله عز وجل. فانه لا يجوز للاولاد ان يطيعوا والديهم. في قطع ارحامهم. بل يجب على الاولاد ان يصلوا ارحامهم وان يحسنوا الى والديهم ولقد نهى الله عز وجل الولد عن طاعة والديه في شيء من معصيته. من الشرك فما دونه. قال الله عز جل وان جاهداك اي والداك. على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما. وصاحبهما في الدنيا معروفا. فنهى الله عز وجل عن طاعته عن طاعة والديه في شيء يتضمن معصية الله عز وجل وامره في نفس الوقت بالاحسان اليهم وبرهما وعدم عقوقهما وملاطفتهما وخفض الجناح لهما. فانت عليك واجبين لله عز وجل. عليك ان تبر بوالديك وان تصل ارحامك. فاذا امرك ارحامك بان تعق والديك فلا لا تطعهم. واذا امرك والداك ان تقطع ارحامك فلا تطعهم. واحسن الى الجميع. ولا تسيء الى احد منهم فصل ارحامك بالمهاتفة وبالمال وبالزيارة اذا كانوا معك في نفس البلد وبالسؤال عن الحال وبتلمس في حاجاتهم وبمشاركتهم في افراحهم واتراحهم وغير ذلك من اوجه الصلة للارحام. وعليك بالاحسان الى والديك وبرهما والله اعلم