الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول السائل ما حكم قول احدهم تدوم انفاسك او تدوم ايامك؟ الحمدلله رب العالمين وبعد المتقرر عند العلماء ان الاصل في الادعية الحل والاباحة الا اذا كان فيها شيء من مخالفات من المخالفات الشرعية فان باب الدعاء اوسع من باب الاذكار. فللانسان ان يدعو لنفسه بما يفتح الله عليه ولو بغير الالفاظ الواردة في الكتاب والسنة في امور يحتاجها في دينه او دنياه. فلا يطلب في الادعية موافقة الادعية الواردة في الكتاب والسنة لان الاصل ان كل دعاء فهو مباح الا الدعاء الذي يتضمن شيئا من المخالفات الشرعية. وبناء على ذلك فدعاء الانسان لغيره بقوله دامت ايامك او دامت صحتك او دامت حياتك ونحو تلك الامور التي يربط فيها شؤون الانسان بالدوام. هذه من جملة هذا من جملة الدعاء. ولا ارى في ذلك بأسا ان شاء الله عز وجل ولكن لابد ان ننبه على تنبيهين التنبيه الاول ان يقوم في قلب من يدعو بهذا الدعاء ان المقصود انما هو مطلق الدوام لا الدوام المطلق. لان الدوام المطلق من خصائص الله تبارك وتعالى فالله هو الحي الذي لا واما الانس والجن فانهم يموتون. كما في الصحيحين من حديث ابن عباس انت الحي الذي لا تموت والجن والانس يموتون وقال الله عز وجل وتوكل على الحي الذي لا يموت. ومن اسمائه عز وجل الاول والاخر والظاهر والباطن. فهو الاول الذي ليس قبله شيء وهو وهو الاخر الذي ليس بعده شيء. فالدوام المطلق من خصائص الله عز وجل انما المخلوق يدوم مطلق الدوام على سني عمره التي كتبها الله عز وجل له. الامر الثاني او التنبيه تاني انه اذا كان هذا الدعاء مقرونا بالحياة بقولك دامت ايامك دامت سنينك دامت حياتك فلا بد من باب الافضلية من باب الافضل والاكمل ان تقيد بالطاعة والاستقامة والالتزام بامر الله. لان طول الحياة في ذاته ليس ليس مكرمة للانسان الا اذا كان مصحوبا بتقوى الله عز وجل والايمان والعمل الصالح. فيقول دامت ايامك على طاعة الله دامت حياتك في مرضات الله. ونحو هذا. وهذا التقييد ليس من الواجبات المتحتمات. التي يأثم من لم يقولها وانما هو من من باب المندوبات المستحبات. وثمة تنبيه ثالث طرأ علي الان وهو ان كان ينبغي له في حال دعائه لاخوانه ان يدعو لهم بما يحتاجونه حقيقة. واما طول الايام ودوام الاعمار فانها لحظات محسومة واجال مقسومة ومرسومة عند الله عز وجل. ولذلك لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم بعض نسائه وهي ام حبيبة تدعو نفسها بطول البقاء وللنبي بطول البقاء للاستمتاع به ولابيها ابي سفيان ولاخيها معاوية دلها النبي صلى الله عليه وسلم على ما هو خير من ذلك من الدعاء. واخبرها بانها تدعو الان باجال قد قسمت ونهايات قد رسمت عند الله عز وجل وقدرت. فاعيد هذه التنبيهات مختصرة التنبيه الاول ان المقصود بالدوام مطلق الدوام للدوام المطلق. التنبيه الثاني انه لابد من تقييم بطاعة بطاعة الله. والامر الثالث ان الانسان ينبغي له في حال دعائه لاخوانه ان يتخير الدعاء الذي ينفعهم في دينهم والله اعلم