الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم احسن الله اليكم فضيلة الشيخ هذا السائل يقول ما حكم نسبة الكذب الى الدهر؟ الحمد لله رب العالمين وبعد؟ الجواب المتقرر في قواعد اهل السنة والجماعة انه لا نسبة الدهر الى امر قبيح والمقصود بالامر القبيح اي ان يسب الانسان الدهر باي لفظ من الالفاظ المشعرة بالسب. سواء كان من باب السب المباشر او او السب العرفي. فما تقرر انه من السب لغة وعرفا وشرعا عن فانه لا يجوز نسبته للدهر مطلقا. وهذا باجماع اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى ومستند هذا الاجماع ما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن به عز وجل يؤذيني ابن ادم يسب الدهر. وانا الدهر بيد الامر اقلب الليل والنهار. وفي رواية لا تسبوا الدهر فان الله ها هو الدهر فاي عبارة تشعر باللعن او بالقدح او بالتثريب على الدهر او بنسبة التي تتنافى مع رغبات النفوس الى الدهر فانه داخل في هذا السب فلا يجوز ولان الدهر انما هو خلق من خلق الله عز وجل. لان المقصود بالدهر اي مجموع السنوات والشهور والايام وما يجري فيها. وهذا انما خلقه الله عز وجل. فالله هو الذي خلق الدهر وصنعه وابدعه ومن المعلوم المتقرر في القواعد ان سب الصنعة سب لصانعها ومبدعها. فسب الدهر الى سب من خلقه واودع فيه هذه الامور التي تتنافى مع طبيعة الساد او مع رغبة الساب وشهوته سب الدهر يرجع الى سب الله عز وجل. ولان المعلوم ان ان توجيه السب الى الى من لم اظلم هذا نوع اعتداء وتجني. فاذا سب الانسان الدهر فقد سب من لا يستحق السب. لان الدهر ضعيف مربوب عاجز ليس ليس بيديه شيء من التصرف ولا التدبير في هذا الكون. فاذا توجه فالانسان الى سبه فيكون قد سب من لا يستحق السب. ولان سب الدهر قد يكون مشعرا بنسبة في شيء من ما يكون فيه اليه نسبة احداث وخلق وايجاد. او نسبة سببية وهذه النسبة تعتبر شرك كم عند اهل السنة والجماعة؟ فان من سب الدهر على امر حصل له فان كان يعتقد ان الدهر هو الذي خلق واوجد الامر المكروه فهذا من الشرك الاكبر. وان اعتقد ان الدهر سبب من اسباب ما من اسباب ما اصابه فهذا شرك كن اصغر فالدهر لا يجوز نسبة الحوادث اليه مطلقا لا نسبة ايجاد واحداث وخلق ولا نسبة سببية والمتقرر عند العلماء ان كل من اتخذ سببا لم يدل عليه شرع ولا قدر فشرك اكبر ان اعتقده الفاعل بذاته وشرك اصل ان اعتقد انه مجرد سبب. فلهذه الادلة الاثرية والنظرية نقول ان سب الدهر باي عبارة من عبارات السب محرم. ومنها هذه العبارة وهي نسبة الكذب الى الدهر. فمن نسب الدهر الى الكذب فقد كذب على الله عز وجل هو وليس الدهر. وقد ذكر الله عز وجل في كتابه به عبارة للدهرية في نسبتهم الاحياء والاماتة الى الدهر. وكذبهم الله عز وجل في هذا لان ان الاحياء والاماتة من صفات الله عز وجل وافعاله. فالدهر لا لا يملك ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا. بل هو من جملة من خلق الله عز وجل. فالواجب علينا ان ننزه السنتنا عن نسبة الكذب الى الدهر لانه داخل في عموم سب الدهر. والله اعلم