الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم احسن الله اليكم فضيلة الشيخ هذا السائل ما حكم وصف القدر بالشقاء؟ الحمد لله رب العالمين. المتقرر عند العلماء رحم المتقرر عند علماء لاهل السنة والجماعة رحمهم الله ان الشر في المقضي لا في القضاء وفي المقدور لا في القدر. فلابد من التفريق بين ما كان داخلا تحت دائرة القضاء وما كان داخلا تحت دائرة المقضي. ولابد من التفريق ايضا بينما كان داخلا تحت دائرة القدر وما كان داخلا تحت دائرة المقدور. ونعني بالقضاء والقدر اي الفعل المنسوب الى الله عز وجل ونعني بالمقدور والمقضي اي الفعل المنسوب الى المخلوق. العاجز الضعيف. اذا علم هذا فليعلم انه ليس في القضاء والقدر الذي ينسب الى الله عز وجل والذي هو فعله وحكمته وعلمه ومشيئته وخلقه عز وجل ليس فيه شيء من الشر بل كله خير. لما في صحيح الامام مسلم من حديث علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستفتاح في قيام الليل والشر ليس اليك وكلمة الشر اسم جنس دخلت عليه الالف واللام. فيدخل في ذلك جميع انواع الشر. ومن جملة انواعه الشقاء فلا يجوز ان ينسب الشقاء الى القدر الذي هو فعل الله. ولا يجوز ان ينسب الشر والشر للقضاء الذي هو فعل الله. ولكن الشر والشقاء في المقضي والمقدور الذي هو فعل العبد. وانا اضرب كمثالين حتى يتضح لك الكلام في التفريق بين هذا وهذا. المثال الاول اننا اذا نظرنا الى المعاصي التي يفعلها بنو ادم. فاننا ننظر لها باعتبارين. باعتبار كونها تقديرا من الله عز وجل وباعتبار كونها فعلا صادرا من المخلوق. فاما باعتبار النظر الاول فلا جرم انها خير يعلمه الله عز وجل فاذا نسبت هذه الى الله عز وجل فانما تنسب له خلقا وايجادا وتقديرا ومشيئة واما اذا نسبت الى المخلوق فانها تنسب له تحصيلا واقترافا وفعلا واكتسابا. فالشر ان فالشر انما ما يتعلق بها اذا صدرت من المخلوق. ولا يتعلق بها اذا كانت اذا كانت صادرة من الله عز وجل تقديرا وخلقا مشيئة وايجادا. فالمعاصي اذا نسبت الى القضاء والقدر فهو فهي خير يعلمه الله. لان الله لا يخلق شيئا الا لحكمة ولا نعني بهذا ان الله عز وجل يريدها بارادته الشرعية. فان الله لا يريد الكفر ولا شيئا من المعاصي ولا يرضى صدورها من عباده باعتبار ارادته الشرعية. ولكن لما وجدت في كونه علمنا انها لم توجد فيه الا بارادته الكونية فلابد من التفريق بين الارادتين اذا اردنا ان نفهم هذه المسألة. فالمعصية باعتبار قضاء الله وقدره فيه خير ولكن باعتبار صدورها من المخلوق شقاء وشر. فالشقاء انما ينسب الى فعل العبد لا الى فعل الله عز وجل والشر انما ينسب الى فعل العبد لا الى فعل الله تبارك وتعالى. ولا ينبغي ان نعبر عن مسائل الاعتقاد بالعبارات الموهمة المجملة بل لا بد من التفصيل بل لا بد من التفصيل والبيان. المثال الثاني المصائب التي تنزل على العبد هي شر باعتبار نزولها ووقوعها على العبد لكنها اليست شر باعتبار تقدير الله عز وجل لها. فباعتبار نسبتها الى الله عز وجل قضاء وقدرا فهي خير. وباعتبار الى المخلوق مقضيا ومقدورا فهي شر ولذلك يقول الله عز وجل ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس. فمن الذي قضى قضى هذا الفساد وقدره في كونه انما هو الله فهو خير بهذا الاعتبار. ولكن من الذي فعل الفساد في الارض؟ ومن الذي ظهر الفساد على يديه هو المخلوق فهذا الفساد شر باعتبار ظهوره على يد المخلوق ولكنه خير باعتبار قضاء الله وقدره. ولذلك بين الله عز وجل هذه الخيرية في هذا الفساد بقوله لعلهم يرجعوا فحكمة الله عز وجل بالغة. فلا فلا يقدر الله شيئا الا وله الحكمة البالغة. لانه الحكيم اسما وذو الحكمة المتناهية المطلقة صفة. والخلاصة من هذا ان الشقاء انما ينسب الى المقدور لا الى القدر. والشقاء ينسب الى المقضي الذي هو فعل العبد لا الى القضاء الذي هو في فعل الله عز وجل والله اعلم