انا اصلي مع الجماعة ولله الحمد ولكن في معظم الصلوات التي يؤديها في المسجد تحدث لي مضايقات من بعض المصلين هذه المضايقات تتمثل في انبعاث الروائح المزعجة الكريهة التي لا تطاق والتي تنبعث من افواه بعض الناس واجسامهم وآآ انا اقوم بوظع عمامتي على فمي وان في اثناء الصلاة اذا احسست بالمظايقة الشديدة فما حكم هذا العمل واذا كان هذا العمل لا يجوز فما هو الحل في هذه الحالة؟ بارك الله فيكم اولا انصح المصلين عموما ان يعتنوا بالنظافة وان يتجنبوا مسببات الروائح الكريهة ومن مسببات الروائح الكريهة اكل البصر والثوم والكراث ومن مسببات الروائح الكريهة كمال الدخان وما يسمى بالجراك ومن مسببات الروائح الكريهة ترك النظافة وعدم العناية بالسواك حتى يحصل في الفم رائحة سيئة جدا فلو تعاهد المسلم فمه بالسواك مرات ومرات ولا سيما عند دخوله في الصلاة لطاب فمه وحسنت رائحته و بعد عن الروائح السيئة ثم على المسلم ايضا ان يعتني غاية الاعتناء بتجنيب اذاه اخوانه المسلمين وان يحرص على ذلك غاية الحرص وقد امرنا الله جل وعلا باخذ الزينة ومن لوازم الزينة الطيب واعظم انواع الطيب العناية بالنظافة التامة وتنقية الجسد من الدرن بالاغتسال ونحو ذلك ثم على المصلي الاخر ان يصبر على بعض ما يكرهه في هذه العبادة من بعض المصلين وان ليشعر نحوهم بشيء من العطف والرحمة فقد يكون في بعضهم مرظ ففي اللوز او الحنجرة يسبب له هذه او في الاسنان والاضراس تنبعث بسببها بعض الروائح فليحمد الله هو على ان جنبه جل وعلا ومن عليه بالعافية والسلامة من هذه الروائح وليعطف على اخوانه وليصبر وعلى يدع الصلاة مع الجماعة بسبب هذه الروائح فان روائح جهنم اشد فظاعة واسوأ حالا واعظم نتنة نسأل الله السلامة من دخولها الواجب على مسلم ان يكون محتسبا في نفسه باتخاذ كامل انواع اراحة الاخرين وعلى المسلم ان يعتني ايضا هو بالصبر والثبات والاحتساب اما الاول فقد ام نهى النبي صلى الله عليه وسلم من اكل بصرا او ثوما او خراثا ان يقرب المسجد وليس هذا من اجل ان هذه البخولات مريحة لترك الصلاة وانما ذلك عقاب لفعل اكل تلك المقولات بحرمانه من ذلك الفضل العظيم ومنعه من مشاركة الناس في المساجد اداء هذه العبادة العظيمة الجليلة ولا شك ان المؤمن اذا حرم هذا الفضل العظيم احس بانه اصيب بخسارة فادحة فتجنب اتقاء لهذه الخسارة مستقبلا تناول اي شيء يسبب هذه الروائح السيئة. نسأل الله اللطف بالجميع والله اعلم وبالنسبة لتغطية الفم اما تغطية الفم بالعمامة فاذا بلغت الحال حدا لا يستطيع الصبر فلا حرج في ذلك ان شاء الله لان الله جل وعلا امرنا بتقواه حسب الاستطاعة ولا شك ان الادب في اداء الصلاة ينبغي ان يكون في الذروة المصلي لو وقف امام شخص عالي القدر او ملك من الملوك او رئيس من الرؤساء لكان مهتما بمظهره وملبسه وتسوية غطاء رأسه وتجنب ميل بعظه عن بعظ ولم يستر من وجهه شيئا فكذلك الحال عند اداء هذه الفرقة العظيمة لكن اذا حصل له ما يزعجه ويسبب له عدم الخشوع والتفكر في عبادته فليفعل ما يستطيع دفع هذه الامور والله اعلم. بارك الله فيكم