طيب احبابي ننتقل بعد هذا الى مسألة اخرى مسألة جميلة دقيقة يكون ويا صاحبها ماذا يفعل المبتلى بهاجس الموت واحد مسيطر عليه حيموت الان ويحدث هذا في نفسه من التصدعات النفسية ما يحدس ماذا يفعل من ابتلي بهاجس الموت ابتداء لابد ان نقرر ان الموت هو الحقيقة الكبرى في هذا الوجود وما رأينا حقا اشبه بباطل من الموت والسواد الاعظم من الناس لا يعانون من هاجس الموت والخوف منه. بل يعاجزون بل يعانون من الغفلة عن الموت ومن تجاهل نذره فتغرهم الاماني ويخدعهم طول الامد فمثل هؤلاء يذكرون بمثل حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذكروا او اكثروا ذكرى هازم اللذات فما ذكره عبد قط وهو في ضيق الا وسعه عليه. ولا ذكره وهو في سعة الا ضيقه عليه ويكون تذكر الموت لهؤلاء ترياقا من الغفلة عونا لانفسهم على جموحها وطيشها وشرودها ولمثل هؤلاء يقال من اراد واعظا فالموت يكفيه اما ان يتحول الموت الى هاجس يلازم صاحبه يصيبه بالاكتئاب والتوترات النفسية والعصبية يفقده القدرة على الانجاز يحمله على العزلة وتجرع عذابات اليأس ومرارات الاغتراب والوحدة ويصبح كلا على من حوله ازا بلغ الامر هذا المبلغ لم يكن حميدا لا شك ان الهاجس على هذا النحو هاجس شيطاني ليحزن الذين امنوا وليقعدهم عن العلم النافع والعمل الصالح فهو على هذا النحو ظاهرة مرضية جديرة ان ترفع الهمم وان تشحذ العزائم للتعافي منها. فليبدأ بالاستعاذة بالله تعالى منه وان يوقن هذا المبتلى ان العمر انفاس معدودة واجال محدودة وان نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها واجلها وانه اذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون وان سيد المتقين صلوات ربي وسلامه عليه كان يقول ان روح القدس نفث في روحي ان نفسا ان تموت حتى تستكمل رزقها فاتقوا واجلها فاتقوا الله واجملوا في الطلب بل هو القائل حثا على استثمار ساعات العمر الى اخر نفس والى اخر رمق ان قامت الساعة وفي يد احدكم فسيلة. فان استطاع ان تقوم حتى يغرسها فليغرسها بل ازيدكم من هذا ابن مسعود الصحابي الجليل رضي الله عنه يقول لو لم يبق من اجلي الا عشرة ايام واعلم ان الموت في في اخرها يوما واعلم ان الموت في اخرها يوم ولي طول النكاح فيهن لتزوجت مخافة الفتنة تعرفون ما قصة الصحابي؟ هذا هذا كمن حكم عليه بالاعدام وعلم ان تنفيذ الحكم بعد عشرة ايام ومع هذا لم يقعده ذلك عن استكمال شطر دينه اتقاء الفتنة وان يذكر مثله يذكر. بمثل قول القائل اي يومي من الموت افر يوم لا يقدر ام يوم قدر يوم ما قدر لا ارهبه واذا قدر لا ينجي الحذر لا حرج على حبيبنا هذا في التماس التداوي من هذه العلة. ان استحكمت به ببعض الادوية الطبية والعلاجات نفسية فما انزل الله من داء الا انزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهل وجهله من جهل