الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول ما هو ضابط والاقتداء بالنبي عليه الصلاة والسلام وهل يقصد الاقتداء بافعاله الجبلية؟ وبافعال قومه مثل اللباس ونحوه. بارك الله فيكم. الحمد لله رب العالمين المعروف عند اهل العلم رحمهم الله تعالى ان افعال النبي صلى الله عليه وسلم تنقسم الى خمسة اقسام الى افعال طبيعية جبلية كالقيام والقعود والتغوط والبول. والاكل والشرب. فهذه لا حكم لها في ذاتها وانما الحكم في هيئاتها ونياتها. وقاعدتها تقول المباحات تنقلب عبادات بالهيئات والنيات الصالحات فنحن لا نتعبد لله عز وجل بمتابعته في ذات النوم. ولكن نتعبد لله عز وجل بمتابعته في الطريقة التي كان ينام عليها وفي الطريقة التي كان يأكل بها وفي الطريقة التي كان يشرب بها وفي الطريقة التي كان يمشي بها فهذا القسم انما الحكم في نياته وهيئاته لا في ذاته. واما النوع الثاني فهو ما فعله النبي صلى الله الله عليه وسلم موافقة لعادات قومه فان فان هذا انما نوصف باننا متابعون له وفيه اذا وافقنا عادات قومنا فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يبني بيوته كما يبني قومه بيوتهم وكذلك كان يلبس كما كان يلبس قومه فاذا لبس الانسان منا ووافق عادة قومه في اللباس فقد اتبع السنة. حتى وان اختلفت اعيان الملبوس هذا لا يؤثر. واذا بنى الواحد منا بيته كما يبني به اهل زمانه بيوتهم. فقد وافق السنة لان السنة هنا انما هي في موافقة عادات القوم ما لم تكن حراما وكذلك ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يغطي رأسه بالعمامة. فنوع الغطاء ليس من السنة باعتبار ذاته وانما كان يغطي رأسه بالعمامة لانه عادة قومه جرت بهذا النوع من الغطاء. فاذا غطيت رأسك في هذا الزمان بما جرت عادة قومك تغطية رؤوسهم به فانك تكون قد وافقت السنة وان غطيته بغير العمامة واما النوع الثالث فهو الافعال التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم على وجه الخصوصية به. وحكمها اننا نتعبد لله عز وجل بعدم موافقته فيها. بل باعتقادي انها خاصة به لا تتعداه الى غيره. كالزواج بلا مهر كالزواج بلا مهر او بلا ولي او كالزواج باكثر باكثر من اربع ونحو ذلك. الافعال الرابعة ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم على وجه التشريع. وهذا هو الاصل في افعاله. فالقاعدة المتقررة ان الاصل في افعال النبي صلى الله عليه وسلم انها تحمل على التشريع الا بقرينة ودليل يصرفنا عن حملها على هذا الباب الى باب اخر وذلك كافعال الصلاة. فانها فان الصلاة افعال تشريعية. وافعال الحج كذلك هي افعال تشريعية وافعال الوضوء هي افعال تشريعية. وهكذا. واما النوع الخامس فهو ذلك الفعل الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم بيانا لقول مجمل. وحكم هذا الفعل انه يكون تابعا لهذا القول المجمل. فاذا كان قول المجمل يفيد الوجوب فالفعل الذي حصل به البيان يفيد الوجوب ايضا. واذا كان القول المجمل يفيد الاستحباب فان الفعل الى الذي حصل به البيان يفيد الاستحباب ايضا. لان الفعل تابع للقول والمتقرر عند العلماء ان حكم المبين يتبع حكم المبين. فهذه جملة ما قرره الاصوليون رحمهم الله. في افعاله صلى الله عليه وسلم واذا اختلف عليك شيء من افعاله هل يرى هل هو من الافعال الطبيعية الجبلية او من الافعال التي وافق بها عادات قومه او من الافعال الخاصة او التشريعية فانك تحمل هذا الفعل على الاصل المتقرر وهو ان الاصل في افعال النبي صلى الله عليه وسلم انما هو التشريع. فلا يجوز لنا ان ننتقل من هذا الاصل الا بقرينة صارفة والله اعلم