الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم. احسن الله اليكم فضيلة الشيخ هذا السائل هل السفر الى بلاد الكفار المحرم؟ وهل المال الذي اصرفه هناك؟ اثم عليه وجزاكم الله خيرا. الحمد لله وبعد المتقرر عند العلماء ان الاصل تحريم السفر الى بلاد الكفرة الا لمصلحة خالصة او راجحة وقد بين العلماء جملا من انواع هذه المصالح التي تجيز للانسان ان يسافر الى تلك البلاد. فذكروا منها ان يطلب علما لا يوجد في بلاد المسلمين وذكروا منها كذلك ان يبيع ويشتري سلعا لا يمكن بيعها ولا شراؤها في بلاد المسلمين. ومن مما ذكروه كذلك ان يبحث عن طب او تداو او علاج لا يوجد مثله في بلاد المسلمين ومما ذكروه ايضا ان يضيق عليه في بلاد المسلمين او يهدد بالسجن او القتل. فلا يجد ملاذا امنا الا في بلاد الكفرة فيسافر بنية بقصد الهروب بدينه الى تلك البلاد من جحيم بلاده ونحو تلك الحاجات. ولكن ومع هذه الحاجات الا ان اهل العلم شددوا في السفر وقالوا لابد من لا لابد من توفر شروط لمن اراد ان يسافر لشيء من هذه الحاجات. الشرط الاول ان يكون عند من اراد السفر علم امر يمتنع به من الشبهات. والشرط الثاني ان يكون عنده دين يمتنع به من الشهوات. والشرط الثالث ان تكون حاجة ملحة حقيقية وبناء على ذلك فاذا كان سفرك ايها السائل تتوفر فيه هذه الشروط فانما تنفقه في هذا السفر يعتبر جائزا ولا حرج عليك ولا بأس به ان شاء الله. واما اذا كان سفرا محرما شرعا فان جميع ما تنفقه في هذا السفر المحرم هو عليك لا لك. لان المتقرر عند العلماء ان كل ما افضى الى الحرام فهو حرام وان وسائل الحرام حرام وان كل ما لا يتم ترك الحرام الا به فتركه من الواجبات الشرعية ومما يدخل في السفر الحرام سفر السياحة. والنزهة لبلاد الكفار. فان السفر لبلاد الكفار لمجرد السياحة لا لما فيه من الخطر العظيم على العقيدة وعلى الاعراض وعلى الاخلاق والقيم والدين. فلا يجوز للانسان ان يعرض واعظم جوهرة في قلبه واعظم شيء في حياته وهو دينه وعقيدته الى التلف والهلاك بسبب تساهله بالسفر الى حاجة الى بلاد الكفرة. وكم من انسان سافر بلا علم ولا حاجة ولا دين فرجع. وقد تسرب قلبه من تلك الاخلاق الهابطة والقيم السافلة التافهة والعقائد الفاسدة الوثنية الشركية فصار حربا على قيم بلاده ودينه ووطنه. فعلينا ان نتقي الله في ديننا وان نقصر السفر الى بلاد على تلك الحاجات والضرورات الملحة التي لا غنى لنا عنها والله اعلم