الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول يموتون الان على الحدود هل يعتبرون من شهداء المعركة وما هو الظابط في شهيد المعركة الذي لا يصلى عليه؟ الحمد لله وبعد المتقرر عند العلماء رحمهم الله تعالى ان الامور بمقاصدها وان الاعمال بنياتها وان الاعمال وان اتفقت في الصورة الظاهرية الا انها تختلف عند الله عز وجل صحة وبطلانا وقبولا وردا وتتفاوت في ثوابها واجرها على حسب ما يقوم في قلب صاحبها من النيات والمقاصد والبواعث والجهاد في سبيل الله عز وجل يدخل تحت هذا الاصل العام فان من جاهد لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ففي الصحيحين من حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه رجل وقال يا رسول الله ان احدنا يقاتل حمية ويقاتل عصبية ويقاتل ويقاتل ليرى مكانه اي ذلك في سبيل الله قال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله واعلم رحمك الله تعالى ان الحكم بالشهادة ينقسم الى قسمين الى حكم فيما بيننا وبين الشهيد نفسه والى حكم فيما بين الشهيد وبين الله عز وجل فاما الحكم فيما بين المقتول وبين الله فان امره يرجع الى نيته والتي لا يعلم بها الا الله تبارك وتعالى فان كان الله يعلم من نيته انه لا يريد بقتاله الا الدفاع عن الاسلام ولا يريد بجهاده الا اعلاء كلمة الله عز وجل فهو في سبيل الله باطنا وظاهرا. اي عندنا وعند الله عز وجل فهذا هو الشهيد حقيقة والذي دلت الادلة على عظم اجره وعلو رتبته وسمو منزلته عند الله تبارك وتعالى واما بالنسبة للشهادة فيما بيننا وبينه في هذه الدنيا فان الاحكام فيها مبنية على الظاهر لان امور النيات والقلوب لا نعلم بها ولان المتقرر ان الاحكام في الدنيا على الظواهر والسرائر تبع لها والمتقرر عند العلماء ان لنا الظاهر والله يتولى السرائر فمن رأيناه قد مات بين صفي المسلمين والكفار في جهاد الطلب او جهاد الدفع فانه يعتبر من جملة الشهداء عندنا في احكام الدنيا فنعامله معاملة الشهداء فلا نغسله ولا نصلي عليه وانما ننزع ما عليه من الجلود والسلاح وندفنه في ثيابه ان كانت باقية عليه ولا نمسح عنه دما ولا نرتق فيه جرحا. بل يدفن بدمائه وثيابه. فان هذه الدماء اذا كان شهيدا عند الله تنقلب يوم القيامة قيامة فيكون الدم فيكون اللون لون الدم والريح ريح المسك نسأل الله من فضله فمن جملة احكام الشهداء انه لا انهم لا يصلى عليهم والظابط في ذلك هو ان من مات في المعركة وجرح في المعركة فانه يعتبر من جملة الشهداء الذين لا يصلى عليه واما من جرح في المعركة وحمل واكل وشرب وشرب وبقي في المستشفى عدة ايام ثم مات. فانه يغسل ويكفن ويعامل معاملة سائر المسلمين واما من مات في ارض المعركة برصاص العدو فانه يعتبر من الشهداء الذين لا يغسلون ولا يصلى عليهم الا اذا رأى ولي الامر الصلاة على بعضهم فلا حرج عليه في ذلك. كما اختاره ابو العباس ابن تيمية فان النبي وسلم ثبت عنه انه صلى على حمزة وثبت عنه في اخر حياته انه ذهب الى البقيع وصلى على شهداء احد وثبت عنه انه ترك الصلاة عليهم كما في صحيح البخاري من حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى احد في ثوب واحد. ويقول ايهم اخذا ايهم اكثر اخذا للقرآن فيقدمه في اللحد ولم يغسلوا ولم يصلي عليهم فالصلاة وعدمها امران منقولان عن النبي صلى الله عليه وسلم بالنسبة للشهداء والجمع بين الادلة واجب ما امكن والجمع بينها هو ان نقول ان الاصل عدم الصلاة على الشهيد الا اذا رأى الامام الصلاة على بعضهم لمصلحة يراها الامام فان تصرف الامام على الرعية منوط بالمصلحة فاذا ترك الناس الصلاة عليهم فهذا له سنة ثابتة. واذا رأى ولي الامر الصلاة على بعض الشهداء فهذا له سنة ثابتة والله اعلم