الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول السائل اتمنى من فضيلتكم ان تشرحوا لنا معنى الغلول وكيف يكون الغلول في العمل الغلول في العمل وما جزاء من غل في الاخرة. الحمد لله رب العالمين مين المتقرر عند العلماء ان الاصل في الغلول المنع والتحريم وقد وقد اطبقت كلمة اهل العلم رحمهم الله تعالى على تحريم الغلول. وقد دل الدليل من الكتاب والسنة على تحريمه وعرف العلماء الغلول بانه اكل المال بالباطل. وبخس الناس حقوقهم سواء اكان هذا الغلول حصل في قيمة الحرب او حصل في غيره من اموال المسلمين. قال الله عز وجل ما كان لنبي ان يغل ومن يغلل يأتي بما غل يوم القيامة وفي الصحيح كذلك من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال افتتحنا خيبر ولم نغنم ذهبا ولا فضة. انما غنمنا البقر والابل والمتاع والحوائط. ثم انصرفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى وادي القرى ومعه عبد له يقال له ادعم اهداه له احد بني الضباب. فبينما هو يحط رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ جاءه سهم غائر او قال عائر حتى اصاب ذلك العبد فمات. فقال الناس هنيئا له الشهادة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلى والذي نفسي بيده ان الشملة التي يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا. فجاء رجل حين سمع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم بشراك او بشراكين فقال هذا شيء كنت اصبته اي غللته. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم شراك او قال شراكان من نار. فهذه الادلة تدل على تحريم الغلول وانه من الكبائر والموبقات العظيمة التي توجب دخول النار. لانه من من اكل الاموال بالباطل والسارع الحكيم قد شدد في عقوبة حقوق الخلق واوجب فيها العذاب في الاخرة ما لم يؤدي ما لم يؤدها الانسان لاصحابها في هذه الدنيا او يتحلل منهم قبل الا يكون درهم ولا دينار يوم الحساب فحقوق الخلق مبنية على المشاحة كما تقرر اهل العلم. خلافا للذنوب التي فيما بين العبد وبين ربه فانها مبنى على المسامحة والعفو والغلول المنهي عنه هو ان يأكل الانسان مال غيره بالباطل والظلم. فهو سحت يتساحته الانسان في هذه الدنيا وقد اطبقت كلمة اهل العلم رحمهم الله تعالى على حرمة الغلول. وقد ورد في مسند الامام احمد من قول النبي صلى الله عليه وسلم هدايا العمال غلول. وورد في صحيح الامام البخاري انكار النبي صلى الله عليه وسلم على ابن اللتبية حينما استعمله فجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم جاء من المال فقسمها قسمين فقال هذا لكم يا رسول الله وهذا لي. فغضب النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك وقال ما بال الرجل منكم نستعمله على العمل من من اعمالنا ثم يأتينا ويقول هذا لكم وهذا لي افلا جلس في بيت ابيه او قال بيت امه فيرى ايعطيه الناس ام لا؟ فانكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم قبول هذه الهدايا لانه عامل ورئيس وامير على اهل البلد. فلا يجوز للامير ان يقبل هدية من المأمور لانها تدخل في تدخل في الغلول. ومثله كذلك في الوزر من يتسلط على المال العام اي بيت مال للمسلمين ويستبيحه لنفسه فيأخذ منه ما يشاء. ويصرف من بيت مال المسلمين ما يشاء لغيره بتأويلات باطلة ومعاذير فاسدة نسأل الله السلامة لنا وللمسلمين من هذه الجريمة الخطيرة. واما الغلول في الوظائف والاعمال فان يقبل الموظف هدية او رشوة من المراجعين. او ان يتأخر في دوامه يكذب في الاجازات المرضية حتى لا يخصم عليه شيء من راتبه الشهري. او لا يؤدي العمل على الوجه المطلوب او يغش ويكذب في اداء اعماله ويخادع المسلمين حتى يبتز اموالهم ويأخذها بالغش والتغرير والمخادعة فكل ذلك داخل في ابواب الغلول الذي هو كبيرة من كبائر الذنوب. وجماعه ان نقول كل مال اكتسبه الانسان عن غير وجه شرعي فانه من الغلول. كل مال اكتسبه الانسان من غير وجه شرعي فيعتبر من الغلول. نسأل الله السلامة والعافية والله اعلم