يقول السائل احسن الله اليكم الجلوس عند اهل الميت واقامة مكان للعزاء يقول ما هو الحكم الشرعي؟ وهل من ضابط يضبط هذا الامر يقول لا سيما وانه منتشر عندنا كثيرا. الحمد لله رب العالمين وبعد. هذه مسألة طال الخلاف بين اهل العلم رحمهم الله تعالى فيها. والقول الاقرب فيها ان شاء الله تعالى ان مسائل التعزية مردها الى الاعراف الا في فيما قال بالشرع. مسائل العزاء ترد الى العرف الجاري في البلد. فكل يعزي اغلى المصاب في ميته بما جرى به عرفه عادة. الا الاشياء التي ثبتت مخالفتها للشرع او توغل او تدخل الناس في شيء من وصف البدعة والاحداث. فهذه هي التي يجب عليهم ان يجتنبوها. وبناء على ذلك فالتعزية مبناها على الاعراف في لفظها. فكل يعزي اهل الميت بالعرف اللفظي الذي جرى به عرف اهل بلده. فمن الناس من جرى عرفه بقوله احسن الله عزاءك. مع اننا لا نجد نصا صحيحا صريحا يدل على ان هذا من جملة ما يقال لاهل الميت لكنه جرى به العرف فهذا دليل على ان التعزية مردها في الفاظها الى الاعراف. بينما نجد اهل عرف اخر يقولون اعظم والله اجرك وبينما نجد اهل عرف اخر يقولون مأجور مأجور. وبينما نجد اهل مصر يقولون البقية في حياتك او نحوها فالتعزية مبنية على الاعراف في الفاظها. وان كانت التعزية المنقولة على النبي صلى الله عليه وسلم اولى وافضل ولكن ان عزى اغلو كل محلة اغلى المصاب بما جرى به عرف التعزية عندهم فان هذا لا بأس به ولا حرج. والا فان الافضل ان يقولوا لله ما اخذ وله ما اعطى وكل شيء عنده باجل مسمى فاصبروا واحتسبوا او نحو تلك او نحو ذلك. لكن ان قالوا اعظم الله اجرك احسن الله عزاءك. فهذا لا بأس الامر الثاني وفقك الله انها مبنية على الاعراف بصفتها. فمكان التعزية مرده الى الاعراب فاذا جرى عرف الناس ان يخصصوا مكانا للتعزية في البلد مثلا ويكون مفتوحا لاهل كل مصيبة. فمن اصابته المصيبة فإن التعزية تكون في هذا المكان فهذا لا حرج فيه ولا بأس ان شاء الله. واذا كانت التعزية تكون في المقبرة فهذا لا بأس به ولا حرج ولكن من غير فعل امر محدث في المقابر يوصف فاعله بانه مبتدع. كنصب السرادق او توزيع الصدقات او اطعام الطعام في المقابر. وكذلك لو جرى عرف الناس ان ان يعزوا نهارا لا ليلا او ليلا لا نهارا كل ذلك مما يجري على سنن العرف. وبال لك بذلك وفقك الله ان القول الاقرب عندي ان تعزية مبنية على الاعراف. فاذا كان من عرف اهل بلادك ان يأتوا الى بيت الميت ويعزوهم ابقوا عندهم شيئا من الوقت فهذا لا بأس به ولا حرج. فقد ثبت عن عائشة انهم كانوا يجتمعون في بيت من توفي لها زوج. وكذلك جمع من الصحابة كانوا يجلسون عند اهل المصاب ولا ينكر بعضهم على بعض في ذلك. واما قول جرير رضي الله عنه كنا نعد الاجتماع للميت وصنعة الطعام من النياحة فنقول انها بمجموعهما من النياحة. فليس ذلك اجتماعا عليا وجود مخالفة وانما هو اجتماع يقتضي ان تكون صناعة الطعام من اهل الميت انفسهم. فهذا من النياحة. فهذا بمجموعه من النياحة. فلا يقصد ان الاجتماع بحد ذاته نياحة وان اطعام اهل الميت لضيوفهم وصنعة الطعام للضيوف نياحة. وانما المقصود ان هذا الاجتماع اوجب الوقوع في مخالفة. فالاجتماع مع وجود قال فهو الممنوع واما اذا لم تكن التعزية لا في الفاظها ولا في صفات مخالفة لشيء من الادلة فانه لا بأس بالاجتماع ولا بأس باكل الطعام عند اهل الميت اذا تولى احد الاقارب او احد الجيران صناعته ولا بأس بشرب الشاي والقهوة والبقاء قليلا ولا بأس كذلك ايضا ان تكون التعزية في سرادق خارج البيت او ان تكون ليلا لا نهارا او نهارا لا ليلا كل ذلك جائز سائغ ولله الحمد والمنة. والسلام عليكم