الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليك ما هي اداب الدعاء الحمد لله رب العالمين وبعد لقد قرر العلماء رحمهم الله تعالى جملا كثيرة من من اداب الداعي ينبغي للداعي ان يحرص على تحقيقها تعظيما بالله عز وجل فمن ذلك ان يكون الداعي موحدا ذا عقيدة سليمة حتى يكون دعاؤه هذا مبنيا على ساق التوحيد الصحيح والايمان الصافي والعقيدة خالصة لله عز وجل. فان الله عز وجل انما يستجيب الدعاء من قلب موحد مخلص له كما قال الله عز وجل واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعاني فليستجيبوا لي. وليؤمنوا لعلهم يرشدون. ومن ذلك الاخلاص لله عز وجل في الدعاء. فلا يدعو مع الله عز وجل غيره كما قال الله عز وجل وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء. فلا يدعو قبرا ولا وثنا ولا ملكا ولا جنيا ولا اداميا ولا وليا صالحا. فضلا عن ان يدعو شيطانا مريضا او ساحرا او كاهنا. والعياذ بالله. فالاخلاص لقبول الدعاء واستجابة الله عز وجل له. ومن ذلك ايضا ان يستعين بالتوسل الى الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العلى. كما قال الله عز وجل ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم انما يدعو الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العلا ان يتوسلوا الى الله عز وجل باسمائه وصفاته ومن اداب الدعاء البحث عن الالفاظ المجملة الكاملة. وترك التفاصيل والتعمقات او التنطع الذي لا داعي له لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة يا عائشة عليك بالجوامع الكوامل من الدعاء. وفي حديث سعد انه سمع ولد يقول اللهم اني اسألك القصر الابيظ عن يميني الداخل الى الجنة. فقال سعد لقد نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن الاعتداء في دعاء فلا ينبغي للداعي ان يذكر تفاصيل لا شأن للدعاء لدعائه بها. وانما يبحث عن الالفاظ المجمل في العامة التي التي تتضمن الخير كله. ومن جملة ادابه ايضا الثناء على الله عز وجل قبل الدعاء. والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كما في مسند الامام احمد من حديث فضالة ابن عبيد قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته ولم يحمد الله تعالى ولم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم. فقال عجل هذا ثم دعاه فقال اذا صلى اي دعا احدكم فليبدأ بتحميد ربه عز وجل والثناء عليه. ثم ليصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بما شاء او كما قال صلى الله عليه وسلم ومن جملة اداب الدعاء ايضا ان يستقبل الداعي جهة الصلاة. جهة الصلاة كما استقبل النبي صلى الله عليه وسلم جهة القبلة في دعاء في دعاء الاستسقاء. وفي حديث عمر رضي الله تعالى عنه قال لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المشركين وهم الف ونظر الى اصحابه وهم ثلاثمائة وتسعة عشر رجلا فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه اللهم انجز لي ما وعدتني اللهم اتني ما وعدتني الى اخر الدعاء المعروف. والشاهد منه انه فيه دليلا على استحباب استقبال الداعي للقبلة. واستحباب رفع اليدين فيه ايضا. ومن جملة ادابه ان يحرص الداعي على رفع يديه. على رفع يديه الا اذا ثبت الدعاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في موضع لم يرفع فيه يديه فليس من السنة رفع اليدين فيه حينئذ كدعاء السجود في الصلاة او دعاء المنبر بغير الاستسقاء او عفوا او دعاء الخطيب على المنبر بغير الاستسقاء. فان هذه مواضع دعا فيها النبي صلى الله عليه وسلم ولم يثبت عنه انه رفع فيها يديه. والاصل المتقرر عند العلماء مشروعية رفع اليدين في كل دعاء الا فيما لم يرفع فيه النبي صلى الله عليه وسلم. فقد روى ابو داود في سننه من حديث سلمان رضي الله عنه. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحي من عبده اذا رفع يديه اليه ان يردهما صفرا. وفي صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة قال ثم ذكر الرجل يطيل السفر اشعث اغبر يمد يديه الى السماء. الحديث بتمامه. ومن اداب الدعاء ايضا ان يدعو وهو متيقن ان الله عز وجل سيعطيه سؤله. وهذا من اعظم ما ينبغي انطواء قلب الداعي اليقين بالله عز وجل بالاجابة. وان يكون قلب الداعي حاضرا غير غافل ولا وسنان ولا منصرف في شهوة من الدنيا يقول النبي صلى الله عليه وسلم ادعوا ربكم وانتم موقنون بالاجابة واعلموا ان الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه رواه الترمذي باسناد حسن. ومنها كذلك الالحاح على الله عز وجل في الدعاء. ان يلح ان يسأل مرة وثلاث وعشر ويسأل مئة والف. هذا من باب الالحاح على الله عز وجل بالدعاء. ولذلك في في الصحيح تقول عائشة لما سحر النبي صلى الله عليه وسلم قالت وفي وقالت وفي ليلة دعا النبي صلى الله عليه وسلم ثم دعا ودعا وكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا دعا الله كرر دعاءه ثلاثا. هذا من باب الالحاح على الله عز وجل. وفي حديث ابي هريرة السابق ذكره ثم ذكر الرجل يطيل السفر اشعث اغبر يمد يديه الى السماء يا رب يا رب هذا من باب الالحاد على الله عز وجل في الدعاء. ومن الاداب ايضا الا يعلق دعاءه بالمشيئة. الا يقول اللهم اغفر لي ان شئت ولا اللهم ارحمني وارزقني ان شئت بل عليه ان يعزم المسألة كما في الصحيح من حديث ابي هريرة يقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يقولن احدكم اللهم اغفر لي ان شئت اللهم ارحمني ان شئت ان شئت اللهم ارزقني ان شئت وليعزم المسألة فان الله لا مكره له وفي رواية اخرى فان الله لا يتعاظمه شيء اعطاه. ومن ذلك عدم الاستعجال بالاستجابة. لما في صحيح الامام مسلم من حديث ابي من حديث جابر عفوا من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله ليس للعبد ما لم يعجل. قالوا وما الاستعجال يا رسول الله؟ قال ان يقول العبد قد دعوت ودعوت ودعوت ولم ارى يستجب لي فيستحسر عند ذلك ويدع ويدع الدعاء. ومن ومن الاداب ايضا الا يدعو باثم ولا قطع رحم. لقول النبي صلى الله عليه وسلم ان العبد ان الله ليستجيب للعبد ما لم يدعو باثم او قطع رحم. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث بجابر عند مسلم وغيره لا تدعوا على انفسكم ولا على اموالكم ولا على اولادكم هذا من الدعاء بالاثم والعياذ بالله. قال توافق ساعة لا يسأل الله عز وجل فيها عطاء فيستجيب لكم. اي ان يدمر الانسان بيته وولده واهله بسبب هذا الدعاء الاثم والعياذ بالله. ومن ذلك ايضا اطابة المأكل والمشرب. فان من اعظم اسباب استجابة ان يكون الدعاء صابرا من رجل طيب ملبسه وطيب مأكله ومشربه. لما في صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم ثم ذكر الرجل يطيل السفر اشعث اغبر يا يمد يديه يا رب يا رب مطعمه حرام ومأكله حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فانه يستجاب فانى يستجاب لذلك. ومن ادابه ايضا ان يتحرى الانسان ساعات الاستجابة كأدبار الصلوات وبين الاذان والاقامة وفي ثلث الليل الاخر وفي ساعة الاستجابة وفي حال السفر وفي حال الكرب الشديد. وفي حال نزول المطر مما ثبتت به الادلة انه من الاوقات التي تتحرى الاستجابة عندها. والله اعلم