شيء من الاحداث فانه يخفى على تلك الخصيصة فاذا طلوع الفجر علامة افقية خفيت على تلك الخصيصة لان الله عز وجل لم يجعلها الا لادراك ما هو مجاور له او قريبا منه ولا الاراء ولا الاجتهادات في شيء من ذلك. هذه جمل مما نص عليه العلماء في خصائص الانبياء الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم ومن المسائل ايضا ان قلت ما الاحكام التي اختص بها الانبياء دون غيرهم من سائر البشر ما الاحكام التي اختص بها الانبياء دون غيرهم من سائر البشر فنقول لقد دلت الادلة على ان هناك احكاما تخص الانبياء دون غيرهم من هذه الاحكام الوحي الذي يحصل به النبوة والرسالة فهذا الحكم بخصوصه من خصائص الانبياء واما قول الله عز وجل واوحينا الى ام موسى واوحى ربك الى النحل فهذا الوحي بالمعنى اللغوي لا الوحي بالمعنى الشرعي فهو الوحي بمعنى الاعلام عفوا فهو الوحي بمعنى الالهام واوحى ربك الى النحل اي الهمها واوحينا الى ام موسى اي الهمناها واما الوحي بالمعنى الشرع فانه من خصائص الانبياء والملك الموكل به جبريل عليه الصلاة والسلام ومن الاحكام كذلك العصمة فلا معصوما من البشر الا الانبياء فالنبي معصوم على اوجه العصمة التي ذكرتها في المسألة في الدرس الماظي ومن الاحكام ايضا انه لا تنام قلوبهم فلا تزال قلوبهم تستقبل الوحي حتى وان كانوا في منامهم ليلا وعلى ذلك ما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم يا عائشة ان عيني تنامان ولا ينام قلبي فان قلت وكيف يقول لا ينام قلبي وقد ثبت نومه عن صلاة الفجر ولم يستيقظ هو واصحابه الا لما ضربهم حر الشمس كما في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة وابي قتادة رضي الله عنهما فاذا كان قلب النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام فانه لابد وان يحس بما حوله اليس كذلك؟ الجواب بلى فكيف نجمع بين قوله لا ينام قلبي وبين تفويت صلاة الفجر بسبب النوم الجواب لا اشكال في ذلك ولله الحمد والجمع بينها على وجهين الوجه الاول ان الله عز وجل يحدث في في امر نبيه ما يشاء ليشرع فنحن وان سلمنا بان عدم نوم قلبه مع نوم عينه خصيصة له؟ الا انه قد يسلب هذه الخصيصة لحكمة يعلمها الله عز وجل اي لحكمة تشريعية كما كان النبي صلى الله عليه وسلم ينسى في صلاته حتى يشرع الله عز وجل على نسيانه مسائل سجود السهو يرحمك الله يا سعيد فهمتم فهذا هو الوجه الاول فنقول لقد سلب الله عز وجل في هذا الوقت المخصوص تلك الخصيصة حتى يشرع هذه الاحكام التي ترتبت على نومه عن صلاة الفجر فاخذ العلماء من هذه المسألة عدة احكام منها انه يشرع الاذان للفائتة. من اين سنعرف هذا لو لم ينم ومنها ان الفائتة يجب قضاؤها فورا ومنها جواز تأخير القضاء للفائتة لمصلحة خالصة او راجحة لانه لم يصلي الفائدة في مكانه الذي حضرهم فيه الشيطان. وانما قال اقتادوا فاقتادوا رواحلكم شيئا حتى تجاوزه قليلا ومن الفوائد ايضا مشروعية صلاة الجماعة للفائتة وانها لا تصلى فرادى فاذا كانت الجماعة قد فاتتهم فريضة من الفرائض فيجب عليهم ان يؤدوها جماعة مع الامكان ومنها مشروعية الاقامة للفائتة مشروعية الاقامة للفائتة وغير ذلك من الاحكام الكثيرة فلما اراد الله عز وجل ان يشرع سلب تلك الخصيصة ليترتب عليها من المصالح والاحكام في الشريعة ما ذكرت لكم طرفا منه فقط وهناك جمع اخر عند اهل العلم وهو ان قلبه لا ينام باعتبار استشعار الاشياء القريبة منه. واما الاشياء الكونية العالية السماوية الافقية فانها تخفى عنه ومن المعلوم ان طلوع الفجر من عدم طلوعه ليست علامة قريبة وانما هي علامة افقية فقوله ان عيني تنامان ولا ينام قلبي باعتبار الاشياء باعتبار الاحساس بالاشياء القريبة. فلو تكلم عنده في حال نومه احد لعرف ماذا قال ولو حدث عنده في مجلسه حدث لعرف ماذا قال ولو كان نائما. لكن ان يحدث في اطراف الدنيا او في اطراف الافاق والسماوات من ها هنا وها هنا افهمتم وجه الجمع وعدا كلا الامرين وعلى كلا الجمعين كلا الجوابين صحيح ومن خصائص الانبياء ايضا انهم يخيرون عند الموت بين القبض وبين البقاء في الحياة ما من نبي يقبضه الله عز وجل الا ويخيره بين البقاء او الموت كما خير موسى بين الحياة وبين الموت فاختار الموت وكما خير النبي وكما خير نبيه صلى الله عليه وسلم ففي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت دخل عبد الرحمن بن ابي بكر على النبي صلى الله عليه وسلم وانا مسندته الى صدري ومع عبدالرحمن سواك يستن به فابده رسول الله صلى الله عليه وسلم اي نظر له بشوق واهتمام فاخذت فعرفت انه يحب السواك فاخذته وقضمته وطيبته ثم دفعته الى النبي صلى الله عليه وسلم فاستن به فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم استنى استنانا قط احسن منه. فما عدا ان فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يده او اصبعه الى كأنه يخاطب احدا في الرفيق الاعلى في الرفيق الاعلى قالها ثلاثا ثم قضى عليه الصلاة والسلام وكانت تقول مات بين حاقنة وذاقنتي اي رأسه قريبا مني فالشاهد انها انهم حمى ان العلماء حملوا قوله في الرفيق الاعلى مع الاشارة بيده او اصبعه انه هو التخيير اتريد البقاء يا محمد او ان تقبض روحك ان تقبض روحك فاختار الرفيق الاعلى وهذا ليس لاحد الا لانبياء الله عز وجل ورسله عليهم الصلاة والسلام ومن الاحكام المختصة بالانبياء ايضا انهم يقبرون حيث تموت اجسادهم لا يجوز ان ان يتجاوز بالنبي موضع موته فالله عز وجل متى ما اراد ان يدفن نبيه في موضع ساقه الى هذا الموضع ليموت فيه كما مات موسى قبيل بيت المقدس. اي قبيل فلسطين وهو خارج من مصر عند الكثيب الاحمر اخرجه الله عز وجل حتى يموت في هذا الموضع ولما اراد الله عز وجل لنبيه ان يدفن في غرفة عائشة قبض الله عز وجل روحه في غرفة عائشة. فانه قبيل موته بايام استأذن ازواجه ان يمرض في في بيت عائشة. فاذن له فالنبي يقبر حيث فالنبي يقبر حيث يموت ولذلك دفن النبي صلى الله عليه وسلم في غرفة عائشة يقول النبي صلى الله عليه وسلم لم يقبر نبي الا حيث يموت. حديث صحيح لم يقبر نبي الا حيث يموت ومن خصائصهم ايضا ان ان الارض لا تأكل اجساد الانبياء يقول الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله كيف تعرض عليك صلاتنا وقد ارمت فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل حرم على الارض ان تأكل اجساد الانبياء ان تأكل اجساد الانبياء ومن خصائص احكامهم انهم لا يورثون فاي اموال يتركها نبي او رسول فانها تعتبر صدقة على الفقراء والمساكين ولا حق لورثته من ابناء وبنات او زوجة في شيء من من هذا المال العيني يقول النبي صلى الله عليه وسلم نحن معاشر الانبياء لا نورث ما تركناه صدقة حديث صحيح فان قلت وكيف نجمع بين هذا وبين قول الله عز وجل وورث سليمان داوود فنقول اعلم ان ان الوراثة تنقسم الى قسمين الى وراثة معنوية والى وراثة حسية فالمنفي عن الانبياء انما هي وراثة الوراثة الحسية اي وراثة المال واما الوراثة المثبتة بين الانبياء في القرآن فانما هي الوراثة المعنوية اي وراثة العلم والملك والنبوة فهمتم هذا؟ فان قلت وهل العلم يورث؟ فنقول نعم فان قلت وما برهانك على هذا؟ فاقول قول الله تبارك وتعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا وهي وراثة العلم والهدى والبيان وفي مسند الامام احمد وسنن ابي داود من حديث كثير ابن قيس عن ابي الدرداء رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم وان العلماء ايش ورثة الانبياء يرثون ماذا العلم والهدى حديث حسن لغيره ولذلك لما جاءت فاطمة رضي الله تعالى عنها لابي بكر تطلب ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا عليها هذا الحديث فاقرت وحمدت الله ورجعت ومن احكام الانبياء ايضا انهم احياء في قبورهم يصلون. حياة برزخية لا يعلم بحقيقتها الا الله يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الانبياء احياء في قبورهم يصلون الانبياء احياء في قبورهم يصلون ولكنها حياة برزخية لا يعلم كنهها الا الله تبارك وتعالى لانها من الغيب وما كان من الغيب فانه موقوف على النص لا يجوز اقحام العقل ولا القياس