الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول ما هي شروط المحبة في الله وما هي حدودها؟ وما ثمارها؟ واثارها على العبد؟ الحمد لله رب العالمين المحبة في الله فرض ديني شرعي واجب فيما بين المسلمين يقول الله عز وجل انما المؤمنون اخوة ويقول الله ويقول النبي صلى الله عليه وسلم المسلم اخو المسلم والاحاديث في الامر بالاخوة في الدين. كثيرة جدا وقد ثبت في في الاخوة في الله فضائل متعددة سنأتي على ذكر شيء منها ان شاء الله تعالى ولكن ما ضابط الاخوة في الله؟ الجواب ضابطها هو ان يكون حبك نابعا من ايمانه فانت تحبه على قدر ما معه من التوحيد والايمان والعقيدة الصافية الصحيحة فلا يكون مبدأ حبك له لماله او لجماله او لحسبه ونسبه او لوظيفته او لمصالح دنيوية انت تجنيها منه او تنتظر جنايتها في يوم من الايام وانما لا يكون الدافع لك على حبك لهذا الشخص الا التزامه بامر الله عز وجل واستقامته على دين الله تعالى فالمحبة لا تكون لله عز وجل الا اذا كانت قائمة على ساق الاخلاص فالمحبة لا تؤتي ثمارها الا اذا كانت قائمة على ساق الاخلاص لا يقصد الانسان بها الا وجه الله والدار الاخرة. فالمحبة والاخوة في الله هذه عبادة نتعبد بها لله تبارك وتعالى. ولا تصح العبادات الا بالاخلاص فاذا تفقد محبتك لاخوانك. فمن الناس من نحبه لماله فهذه محبة من اجل امر دنيوي. ومن الناس من نحبه جماله او لانفاقه للمال او لغناه او لمنصبه او لغير ذلك من شهوات الدنيا وحظوظ العاجلة كما قال ابن عباس رضي الله عنهما وقد صارت عامة مؤاخاة الناس اليوم على امر الدنيا وذلك لا يجدي على اهله شيئا. فاذا هذا هو ضابط المحبة وهو ان يكون قائما على ساق الاخلاص وقائما على ساقي الالتزام بالشرع بمعنى ان هذا الذي كنت تحبه في الله لاستقامته على دين الله لو انه غير طريقته لانقلب حبك له كرها وبغضا. هذا هو المقصود بقول النبي صلى الله عليه وسلم من احب لله وابغض لله واعطى لله لله فقد استكمل الايمان وكذلك ينبغي ان تكون الاخوة مقرونة بالايمان والتقوى فلا ينبغي ان تكون اخوتك الناس مبنية على مجالس تافهة او على استراحات تتفقون في استئجارها او على مكان بوظيفة قدر الله ان تجتمع فيه فقط. فمتى ما انقطع ذلك الامر انقطعت العلاقة والاتصالات والاخوة فيما بينكما هذا امر لا ينبغي بل لا بد ان تكون تلك الاخوة منبثقة من الايمان والتقوى وتزداد بزيادة الايمان والتقوى وينبغي كذلك ان تكون الاخوة في الله قائمة على مبدأ التسامح في الله. وان تكون الاخوة قائمة كذلك على التعاون على البر والتقوى والتكافل في السراء والضراء. وهذا وهذا كله من مقتضيات الاخوة في الله. ان تتناصحوا وان تتعاون يقول الله عز وجل وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان. ويقول الله تبارك وتعالى المؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله اولئك الله هذه هي الاخوة في الله. التعاون على البر التعاون على التقوى والخير والايمان. وحضور الحلقات العلمية والتواصي بالحق هذا هو كما قال الله عز وجل والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. وهذا كله يثمر المحبة محبة الله عز وجل. ففي حديث معاذ قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يقول قال الله تبارك وتعالى وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتزاورين في واعظمهما محبة لله عز وجل اشدهما حبا لصاحبه كما في حديث ابي الدرداء قال ما من رجلين تحابا في الله الا فكان احبهما الى الله اشدهما حبا لصاحبه كما عند الطبراني. وكذلك الاخوة في الله توجب كرامة الله للمتحابين فيه ففي حديث ابي امامة يقول النبي صلى الله عليه وسلم ما من عبد احب عبدا لله الا اكرمه الله عز وجل. كما اخرجه الامام احمد باسناد جيد وكذلك يستظل الاخوان والمتحابون في الله في ظل عرش الله. يوم لا ظل الا ظله. كما في حديث ابي هريرة يقول النبي صلى الله عليه وسلم ان اين يقول الله تبارك وتعالى اين المتحابون في جلالي اليوم اظلهم في ظلي يوم لا ظل الا ظلي وكذلك لا يجد الانسان طعم الايمان في قلبه الا بهذه الاخوة والمحبة في الله. يقول النبي صلى الله عليه وسلم من احب ان يجد طعم الايمان فليحب الا يحبه الا لله. ويقول صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان. من كان الله ورسوله احب اليه مما سواهما يحب المرء لا يحبه الا لله. فلن يذوق الانسان طعم الايمان الا بهذه المحبة. وكذلك بالاخوة والمحبة في الله في الله اين نستكمل الايمان كما في حديث ابي امامة المذكور سابقا من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان. هذه جمل من ما يحضرني بادلته فنسأل الله ان يجعلني واياكم من المتحابين في جلاله وممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله والله اعلى واعلم