الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول السائل كيف اعرف ان الله سترني على ما فعلت من ذنوب؟ الحمد لله رب العالمين وبعد من اسمائه عز وجل الستير في قوله صلى الله عليه وسلم ان الله تبارك وتعالى حيي ستير. وقد اثبت اهل السنة والجماعة ان من افعال الله عز وجل وصفاته انه يستر على عباده. وقد امر الله عز وجل الناس بالستر. فقال الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم من ستر على مسلم ستره الله في الدنيا والاخرة. فالله عز وجل يحب ان يستر على عباده ولا يحب ان يفضحهم على رؤوس الاشهاد. فاذا كان الانسان قد فعل المعصية فيما بينه وبين الله ولم يعلم بها احد فلا ينبغي له ان يكشف ستر الله عز وجل عليه. فاذا وفقه الله عز وجل بعد ذلك للتوبة ولم يعلم بمعصيته احد فهذا دليل على ان الله عز وجل قد اراد به خيرا حيث وفقه للامرين جميعا ستره على مقارفة للذنب ثم وفقه بعد ذلك للتوبة النصوح من هذا من هذا الذنب. فهذا من اعظم توفيق الله عز وجل للعبد ولذلك اجمع العلماء على انه يستحب للانسان الا يفضح نفسه فيما يفعله سرا فيما بينه وبين الله. فيما يفعله فيما بينه وبين الله عز وجل لا ينبغي له ان يفضح نفسه. بل ان الذنب اذا كان يفعله الانسان سرا فيما بينه الله مع قيام ميزان الخجل والحياء من الله عز وجل فهذا ترجى له السلامة فيما بعد. كما قال النبي صلى الله وعليه وسلم كل امتي معافى الا الا المجاهرين. فلما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن هؤلاء المجاهرين ان قال الذي يبيت على معصية الله عز وجل ثم يصبح فيكشف ستر الله عز وجل عليه. فاذا اذنب في السر ولم يعلم بهذا الذنب احد الا الله عز وجل ثم وفقت بعد ذلك للتوبة ولم يعلم بها احد من الخلق فهذا دليل على ان الله عز وجل ستر عليك. ستر عليك فاحمد الله عز وجل على على السلامة من الفضائح ولكن ينبغي لك ان تعلم نقطة مهمة وهي ان ستر الله عز وجل لا يستلزم ان يكون رحمة ورضا. عفوا رحمة لا يستلزم ان يكون ستر الله عز وجل رحمة. بل قد يكون ستر الله عز وجل عليك من باب الاستدراج فان العبد اذا كان مصرا على معصية الله عز وجل ولا يزال الله يفتح عليه ابواب النعم فليخف من مكر الله عز وجل فان هذا استدراج. كما قال الله عز وجل واملي لهم ان كيدي متين. وقال الله عز وجل سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وقال الله عز وجل فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء. وقال الله عز وجل ايحسبون ان ما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون. فلا يغرنك ستر الله عز وجل عليك واستبطاء فضيحتك بهذا الذنب الذي تفعله فيما بينك وبين الله. بل عليك ان ان تخاف من الله عز وجل وان تخشى عقوبته فان الله عز وجل يستر عليك. ولكن لا تأمن ان يفضحك في عشية بين عشية وضحاها فعليك ان تبادر بالتوبة النصوح الصادقة المستجمعة شروطها من هذا الذنب قبل ان تستوجب غضب الله عز وجل عليك. فان الله عز وجل يملي للظالم املاء استدراج حتى اذا اخذه لم يفلته فستر الله يكون رحمة اذا وفق الله العبد للتوبة من هذا الذنب. ولكن ستر الله يكون استدراجا اذا اعقبه بفضيحته وعقوقه على هذا الذنب. نسأل الله عز وجل ان يستر علينا وعلى المسلمين وان يوفقنا واياكم للتوبة الصادقة والله اعلم