النصوص الشرعية في فضل الذكر واستحبابه كثيرة. ومع ذلك فاننا نرى الغفلة والاعراض عن هذا الامر العظيم. ما هي الاسباب في نظركم يا فضيلة الشيخ وكيف اجعل من نفسي دائم الذكر لله تبارك وتعالى؟ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على سيد الاولين والاخرين سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحابته والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين. وبعد لا شك ان ذكر شأنه عظيم وبذكر الله تطمئن القلوب والقلب اذا اطمئن نتج عن ذلك ثمرات عظيمة من قوة الايمان والرغبة فيما عند الله وبذل ما يمكن لمرء نفع المرء نفسه ونفع اخوانه انا في اخوانه واثار الذكر اثار عجيبة حسية ومعنوية والغفلة عنها انما هي من الشيطان الشيطان حريص على ان يفلس ابن ادم من الاجر وان يفوته الثواب ولذلك اذا دخل في صلاته يأتي اليه يلبس له حتى لا يؤدي الصلاة اداء كاملا من كل وجه لما في هذه الصلاة من الاذكار وتلاوة القرآن والتضرع بين يدي الله والشعور بالمسكرة تحت سلطة الفعال لما يريد فيأتي الشيطان يذكر المرء بامور ويعرض له امور امورا حتى يقل اثر هذه العبادة العظيمة ولما سأل احد النبي عليه الصلاة والسلام عن ما ينفعه قال لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله فالانسان اذا اغلق فمه فلم يتكلم بشيء جف اللسان فاذا تحرك بالذكر صار رطبا وصار هذا الانشغال من اللسان عائدا على المرء بالخيرات العظيمة الانسان اذا قال الحمد لله وصار له ثواب عظيم. فان قال سبحان الله والحمد لله كان ذلك اجل واعظم النبي صلوات الله وسلامه عليه يقول الحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن ما بين السما والارض فكيف اذا وفق المرء للاكثار من هذه الكلمات تعدادها بعد كل فريضة فان كل مناسبة ويحمد الله على اكله وشربه وعافيته والانسان اذا ذكر الله في ملأ ذكره الله في ملأ خير منهم ويحسن بالمرء ان يكون سبب فعل الخير فانه اذا اثنى على الله في مجلس فالذي يحب الخير يتأثر من ثنائه على ربه فيثني على الله يحمده يسبحه يكبره ومع ذلك فالاذكار مطردة للشيطان فاذا كثر الذكر في مجلس صار ذلك المجلس وقفا على الجالسين وان كان الذكر مفقودا في ذلك المجلس صار من شركاء هؤلاء الجالسين شياطين يلبسون عليهم فنسأل الله السلامة من كيد الشيطان ووساوسه اللهم امين