الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليكم ان الله سبحانه وتعالى قد قدر لنا قبل ان نولد مصيرنا وقدر لنا هل نحن من اهل الجنة ام النار فلماذا يكون الانسان معاقب بما ان الله قدر له هذا الشيء. يقول حاشا لله الظلم ولكن نريد ان نعرف الاجابة على هذا التساؤل حتى لا اجعل الشيطان سبيلا الحمد لله رب العالمين وبعد هذه المسألة عند اهل العلم رحمهم الله تعالى تسمى بمسألة الاحتجاج بالقدر على فعل شيء من معاصي في تفويت مأمور او ترك في تفويت مأمور او فعل محظور قد نبه العلماء من اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى على ان الاحتجاج بالقدر على فعل المعصية او التفريط في شيء من المشروع امر ممنوع باتفاقهم. فلا يجوز للانسان ان يحتج بالقدر على شيء من المعاصي حتى وان كان الله عز وجل قد قدرها عليك فليس بحجة لك ان تحتج على الله عز وجل بانه قدرها فان الاحتجاج بالقدر على المعصية متفق بين اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى على تحريمه وقد اجاب اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى على ان على من يحتج بالقدر بعدة بعدة اجوبة اولا ان القرآن قد ابطل هذه الحجة غاية الابطال ولم يعتبرها شيئا. بل وسماها القرآن جهلا وتخرصا وظنا كاذبا. ونفى القرآن ان تكون هذه الحجة من العلم في شيء. ووصفها الله عز وجل بانها حجة زور وبهتان. كما قال الله عز وجل عن المشركين يوم القيامة انهم سيقولون. وقال الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء. كذلك فعل الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا. قل هل عندكم من علم فتخرجوه ولنا ان تتبعون الا الظن وان انتم الا تخرصون. فلم يقبل الله عز وجل من المشركين احتجاجهم بالقدر على ان الله اراد منهم الشرك ارادة كونية. وقال الله عز وجل وقال الذين اشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا اباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسل الا البلاغ المبين؟ وقال الله عز وجل ان تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وان كنت لمن الساخرين. او تقول لو ان الله هداني لو ان الله هداني اي قدر لي الهداية لكنت من المتقين او تقول لو او تقول حين ترى العذاب لو ان لي كرة فاكون من المحسنين بلى قد جاءتك اياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين. وقال تعالى عن الذين عبدوا الملائكة انهم قالوا وقالوا لو شاء ما عبدناهم. وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم. ما لهم بذلك من علم ان هم الا يخرصون فقد ابطل الله عز وجل هذه الحجة. ولم ولم يقبلها عز وجل ولا حجة لاحد على الله. يوم القيامة في شيء من المأمورات او الوقوع في شيء من المحظورات انك يا الله من قدرها علي. فكيف تقدرها علي ثم تعاقبني عليها؟ هذا باجماع اهل السنة احتجاج باطل لا يجوز. والامر الثاني ان السلف اتفقوا من الصحابة وتابعيهم ومن بعدهم من اهل السنة والجماعة على عدم دار الاحتجاج بالقدر على فعل المعصية حجة مقبولة. فانهم رضي الله عنهم لم يؤثر عن احد منهم شيء من ذلك. بل كانوا ينكرون على المخالف ويعاقبون من وقع فيما يقتظي العقاب من فعل ما من فعل محظور او ترك مأمور بلا نظر في ان ذلك مقدر عليه بل كانوا يعاقبون ولا شك ان الاجماع ثابت ثبوتا قطعيا في هذه المسألة فعلى من نصح لنفسه واراد لها النجاة باتباع بهذا الاجماع فانه من سبيل المؤمنين. ومنها كذلك ان الاحتجاج بالقدر على فعل شيء من المعاصي لو كان حجة مقبولة لما كان ثمة حاجة الى جنة ولا الى نار. فان الانسان يقول كيف يعاقبني يعاقبني الله الله عز وجل على معصية قدر علي هو ان افعلها. ونحن نقول له ايضا وكيف تريد من الله ثوابا على طاعة قدر الله عليك ان تفعلها. فكما انه يثيبك على الطاعات التي قدر عليك فعلها وكتب لك في القدر في اللوح المحفوظ ان تفعلها. فكذلك ايضا له الحق عز وجل ان يعاقبك على ما قدره عليك من المعاصي. فكيف تنكر عليه ان يعاقبك على المعصية؟ وكيف لا اتنكر على نفسك طلب الثواب من الله على طاعة الله قدرها عليك. فبالله عليك من الذي قدر لك ان تسلم؟ اوليس هو الله؟ من الذي قدر لك ان تصلي اوليس هو الله؟ فكيف تطلب جنة الله بسبب اسلامك الذي قدره لك وصلاتك التي قدرها لك ولا تخاف من نار الله باقترافك لمعصية قدرها الله عليك. فكما انك تطلب ثواب الله بالطاعة التي قدرها لك فايضا عليك ان تخاف من عقاب الله على فعل المعصية التي قدرها عليك. فلا نجاة فلا نجاة من ذلك الامر. فاياك ان تقبل اطروحة الشيطان في تشكيك في تشكيكك في قدر الله عز وجل. فليس بحجة على الله عز وجل ان يكون قد قدر عليك المعصية ثماني اقول لك ايها الاخ الكريم هل انت تعلم ان الله قدر عليك المعصية قبل ان تزاولها؟ هل اطلعت على لوح المحفوظ وعلمت ان الله قدر عليك هذا اليوم ان تفعل كذا وكذا من الذنوب والمعاصي؟ الجواب لا. انت من اقدم على المعصية بمحض اختيارك وارادتك فانت معاقب على هذا الاختيار والارادة. ولماذا لا تعكس الامر وتقول الله لم يقدر علي معصية هذا اليوم وانما قدر علي ان اصلي الضحى فتصليها قدر لي الا افرط في فريضة في المسجد فتحافظ على الفرائض الخمس في المسجد قدر علي ان اقوم الليل فتقوم الليل قدر علي ان اصوم اليوم فاصوم اليوم. لماذا دائما تسيء الظن بالله وتقول الله قدر علي ان اعصيه ولكن لا نسمع احدا يقول الله قدر علي ان اطيعه. دائما يتهم الله عز وجل في جانب السوء وهذا من باب سوء سوء الظن في الله فلا تكن من الذين قال الله عز وجل فيهم الظانين في الله ظن السوء عليهم دائرة السوء فاحسن الظن بالله يا رجل. ولا تظنن ان الله عز وجل قدر عليك ان تعصيه فتقع في المعصية تخرصا بان الله عز وجل تخرصا بان الله قدرها عليه. لماذا لم تقدر الله لماذا لم لا تقول الله ترى علي ان اطيعه الان فاطيعه. هكذا ينبغي ان يتعامل العبد مع ربه في احسان الظن به. ثم اعلم وفقك الله ان الجنة دار لها طرق فمن ارادها فلا بد ان يسلك سبيلها. كما ان الراتب في اخر الشهر له اسبابه فمن اراد ان ينزل في حسابه راتبه فليطرق الاسباب. وهل يقبل من الانسان ان يبقى في بيته ويقول ان كان الله قدر ان ينزل الراتب في حسابي فسينزل ولو لم اداوم هذا مجنون هذا. واذا كان الانسان يريد ولدا فهل يجوز للانسان او يعقل او يقبل منه ان يقول ان كان الله قدر وجود الولد فسيأتيني ولو لم اتزوج؟ الجواب لا. فكذلك الجنة لا يجوز للانسان يقول ان كان الله يريدني ان اكون من اهل الجنة فساكون من اهل الجنة ولو تقحمت في الذنوب والمعاصي طيلة حياتي. هذا ليس بصحيح كما انك لا تقول هذا في امور دنياك فاياك ان تقوله في امور اخراك. ولذلك لا نسمع احدا يحتج بالقدر في امور الدنيا وتحصيلها بل يكدحون ويكدون من اول نهارهم ابتغاء لتحصيل شيء من الدنيا فاذا جاءت مسائل الجنة ومسائل الطاعة فقالوا الله قدر علينا نسأل الله ان يهدينا لو اراد الله ان يهدينا لهدانا. فالناس لا يحتجون بهذه الحجة الا على ترك الخير الا على ترك الخير الذي يوصلهم الى الجنة ولكن لا يحتجون به في تحصيل الدنيا بل يطرقون اسبابها ولا يفوتون منها طريقا واما الجنة فانهم يهملون سلوك اسبابها بحجة ان الله لو قدر ان يكونوا من اهل الجنة لكانوا من اهل الجنة. ولذلك في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما منكم من احد الا وقد علم مقعده من النار ومقعده من الجنة فقال الصحابة يا رسول الله افلا نتكل على كتابنا؟ يعني القدر وندع العمل يعني خلاص بما ان الامر مفروغ منه فلماذا نعمل؟ فقال قال لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له. اعمل يا اخي اعمل واجتهد. واحسن الظن في الله انه كتبك من اهل الجنة واجتهد الطاعات واياك ان تدسي نفسك فتقول انني من اهل النار او ان الله قدر علي المعصية. فاجتهد واقفل باب قلبك عن هذه الوساوس الشيطانية واستعن بالله ولا تعجز. واتكل على الله عز وجل واحسن الظن في الله وابشر بالخير. والله قالوا