الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول ما الطاهر من السوائل التي تصدر من الجهاز التناسلي عند الرجل الحمد لله رب العالمين وبعد. المتقرر عند العلماء ان الاصل في الاعيان والاشياء الطهارة الا بدليل يدل على نجاستها فالله عز وجل لما خلق هذه الاعيان خلقها طاهرة ثم جاءت الادلة تبين قل لنا جملا من الاعيان النجسة. فما قام الدليل عليه بانه نجس فاننا نقول بنجاسته واما ما لم يقم الدليل على نجاسته فانه باق على اصل الطهارة. لان المتقرر عند العلماء ان الاصل هو البقاء على الاصل حتى يرد الناقل عنه بيقين او غلبة ظن. فمن ادعى في شيء من الاشياء بانه نجس فهو مطالب بالدليل الدال على هذه على هذا التنجيس. لانه مخالف الاصل والمتقرر عند العلماء ان الدليل يطلب من الناقل عن الاصل لا من الثابت عليه. اذا علم هذا فليعلم ان القول الصحيح من قولي اهل العلم في مسألة المني انه طاهر. فمني ذكرا كان او انثى يعتبر من الطاهرات. وذلك لعدم وجود الدليل الدال على نجاسته ولانه اصل خلقة بني ادم. وقد كرم الله عز وجل بني ادم فقال ولقد كرمنا بني ادم ومن مقتضى تكريم الله لبني ادم الحكم بطهارة اصلهم. المائي الذي خلقوا منه ولان النبي صلى الله عليه وسلم كان يكتفي بفركه وبحكه اذا اصاب ثوبه ولا غسله لازالة عينه بالكلية. ففي الصحيحين من حديث ففي صحيح الامام مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت لقد كنت افركه من ثوب النبي صلى الله عليه وسلم فركا فيصلي فيه. وفي رواية لقد كنت احكه يابسا بظفر من ثوبه. وبناء على ذلك فلا يجوز لنا ان نحكم على شيء من مني الانسان بانه نجس الا وعلى ذلك دليل من الشرع. واما قول الانسان بان المني يخرج من مخرج البول والمذي فهذا اعتقاد خاطئ. بل الله عز وجل خلق للمني مخرجا خاصا به كما قرر ذلك الاطباء فالقول الصحيح في هذه المسألة انما هو القول بطهارة المني فاذا اصاب ثوب الانسان فان كان رطبا وغسله من باب ازالة صورته فلا بأس. ففي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت كنت اغسل المني من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يخرج الى الصلاة واثر واثر الغسل في ثوبه. واما اذا كان المني قد نشف ويابس فانه يكتفى بحكه وفركه. والله اعلم