الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول مما حفظكم الله ان الوساوس اذا استرسل العبد فيها اثم عليها ولا يجوز له الاسترسال فيها. فلو قال قائل ما دليل او او علة حرمة الاسترسال في هذه الخواطر. الحمد لله رب العالمين وبعد. المتقرر عند العلماء ان التكاليف وضعية منوطة بالقدرة على العلم والعمل فلا واجب مع العجز ولا محرم مع الضرورة. والمتقرر عند العلماء ان حديث النفس الذي يطرأ على الانسان لا يحاسب الله العبد عليه ما لم يكن مقرونا باسترسال او كلام او عمل فاذا استرسل الانسان مع هذه الوساوس مع قدرته على دفعها فهذا فهذا الاسترسال يعتبر عملا وهو قادر على دفع هذه الوساوس بعدم الاسترسال معها. فاسترساله معها دليل الرضا بوجودها. او دليل الشك الذي طرأ على نفسه بسببها. لكن الوساوس اذا طرأت وهجمت على القلب هجوما لا يستطيع الانسان لا يستطيع الانسان دفعه فان هذا ليس مما يؤاخذ الله عز وجل عليه لعدم القدرة والواجبات منوطة بالقدرة كما ذكرت. واما ان يكون الخاطر المحرم شرعا في ذهن الانسان ويوسوس به شيطانه ومع ذلك يستطيع ان يدفعه عن نفسه. ولكنه لا يريد ان يدفعه عن نفسه. فيرضى بوجوده وآآ ربما يعمل تعمل جوارحه بمقتضاه فلا جرم ان هذا من الامور المحرمة. فاذا لا بد ان نفرق بين ما كان داخلا تحت حديث نفس الذي لا يستطيع الانسان ان ان يمنعه ولا ان يحجبه عن نفسه وبين هذه الوساوس والاطروحات الشيطانية التي يستطيع الانسان ان يغلقها وان يجاهدها وان يحجم عقله عن التفكير فيها ولكن لا يفعل شيئا من ذلك فولا يجاهد شيئا من ذلك وانما يسترسل ويكثر التفكير ويكثر النظر ويكثر ويطيل التأمل في هذه الوساوس والخطارات فلا جرم انه واقع في الامر المحرم. لانه قادر على دفعها ومع ذلك لم يطبق هذا الواجب وهو واجب والدفع فالوساوس التي يسترسل الانسان معها قادر على دفعها. وما كان الانسان قادرا على تطبيقه من الاحكام الشرعية ولم يطبقه فانه يعتبر اثما. فانه يعتبر اثما. فلا يجوز للانسان ان يسترسل في هذه الافكار والخطرات والوساوس الشيطانية. ولا حتى لا يجعل للشيطان على نفسه وعقله وقلبه سبيلا فان الوسوسة مرض شديد وداء عضال. والاسترسال معها يوقع المرء في الحيرة وفي الشك. وفي الامور التي لا تحمد عقباها. ولذلك في صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان ناسا جاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله انا نجد في انفسنا ما يتعاظم احدنا ان يتكلم به. قال اوقدتموه؟ قالوا نعم. قال ذاك صريح الايمان يعني مدافعتكم له هو هي صريح الايمان. مدافعتكم هي صريح الايمان. وكذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم في شأن هذه وساوس ياتي الشيطان احدكم فيقول من خلق كذا من خلق كذا حتى يقول من خلق ربك فاذا بلغه يعني اذا بلغ الاسترسال معه في هذه وساوس الى هذه الدرجة فليستعذ بالله ولينتهي. اذا امره بالاستعاذة والانتهاء مضاد للاسترسال لانه اذا استرسل معها ورضي بها فانه لم يستعذ منها ولم ينتهي عنها فهذه فيها مخالفة شرعية. فالنبي صلى الله عليه وسلم امره بالاستعاذة وامره بالانتهاء عنها. والاسترسال وطول التفكير وادامة التأمل في هذه الوساوس مخالف لهذا الامر الشرعي ومن خالف الامر الشرعي طائعا فانه يعتبر اثما. فاذا الوساوس التي لا يأثم الانسان بها هي تلك الخطرات وحديث النفس الذي لا يصاحبه استرسال ولا كلام ولا عمل. واما الوساوس اذا ترقت الى دائرة القدرة على دفعها واسترسل الانسان معها ولم يدافعها ولم يستعذ منها. ورضي بوجودها واطال التأمل والتفكير فيها فهو اثم لا جرى لمخالفته للامر الشرعي بعدم الاستعاذة والانتهاء. ولانه قادر على تطبيق هذا الحكم وهو المدافعة. ولكنه لم يطبقه اختيارا فيكون اثما من هذه الاوجه والله اعلم