قول الصالح احسن الله اليكم هناك العاب في الجوال مثلا او في الاجهزة الالكترونية فيها صنم يعبد لكي تأخذ جائزة او تتجاوز خطوة من الخطوات ولكن عبادة الصنم هذه اختيارية وليست اجبارية. يقول السؤال هناك من يقول بان لعب هذه الالعاب تؤدي للكفر ومنهم من يقول بانها كبيرة من كبائر الذنوب ومنهم من يقول بان ليس فيها شيء لانها ليس فيها اعتقاد من اللاعب يقول ما هو ترجيحكم؟ احسن الله اليكم في هذا الامر. الحمد لله الحمد لله رب العالمين وبعد. المتقرر في القواعد ان في الله و الحل والاباحة الا اذا كان يتضمن شيئا محرما شرعا. والمتقرر في القواعد وجوب سد الذرائع التي قد تفضي ولو في بعض المآلات الى شيء من الحرام عملا واعتقادا. فالاصل في مثل ذلك في مثل تلك الالعاب الالكترونية الحل والاباحة الا اذا كانت تتضمن شيئا حراما او يحيط بها شيء يوجب تحريمها. فمثل هذه اللعبة التي ذكرها السائل تتضمن شيئا حراما وهي انها تقتضي ان يستسهل قلب لاعبها عبادة الصدم وانه يرى تقديم مصالح نفسه على قضية التعبد من عدمه فهي وان لم تكن عبادة حقيقية يقرها قلبه الا انها لا تعدو ان تكون الا انها وسيلة من الوسائل التي بها يستسهل ولو فيما بعد رؤية الناس يعبدون الاصنام حقيقة. فان اوائل الطريق يفضي الى نهاياته فلا بد من سد ذرائعه. وبناء على ذلك فالقول الصحيح عندي تحريم هذه اللعبة. لا لان الانسان الذي يلعبها يعتقد جواز السجود للصنم او يعتقد جواز الشرك بالله عز وجل ولكننا نحرمها لانها طريق قد يفضي الى فساد الاعتقاد ولو فيما بعد. والمتقرر في القواعد ان كل طريق يفضي الى فساد باعتقادي فانه محرم حتى وان كنا نرى انه لا يفضي اليه الان لكن قد يفضي اليه فيما بعد فلابد من سد طريقه ولذلك حرمت الشريعة وسائل وسائل ولذلك حرمت الشريعة وسائل كثيرة. وانما سبب تحريمها لتلك الوسائل انها وسائل تفضي الى الشرك او الكفر او او المخالفات العقدية. الا ترى ان الشريعة حرمت التصوير لانه وسيلة للشرك اترى ان الشريعة حرمت رفع بناء القبور او البناء عليها او ادخالها في المساجد لانها وسيلة من وسائل الشرك. الا اترى ان الشريعة حرمت زخرفة القبور والكتابة عليها لانها وسيلة من وسائل الشرك. فكل وسيلة تفظي الى الشرك او تفظي الى شيء من المخالفات العقدية فانها تعتبر حراما وكل شيء يتضمن فعله استشهال شيء حرمه الشارع فانه يعتبر حراما. فان الشريعة اذا حرمت شيئا حرمت كل طريق يفضي اليه. لان الوسائل لها احكام المقاصد. فدع عنك ما يقوله هؤلاء من ان الانسان لن هذا الصنم وانه انما هي لعبة وان الامر اختياري من غير اختياري. كل ذلك من باب التعليل الذي لا ينبغي الوقوف عنده وانما الحق اننا نمنع ذلك ونحرمه لانه وسيلة يستسهل بها الانسان رؤية الشرك. ويستسهل بها آآ الوقوع في شيء من ذلك ولو بعد زمان. وليس بالضرورة انه من حين ما يغلق اللعبة يذهب ويسجد للصنم حقيقة. فان المآلات التي تفظي الى فساد العقائد يجب سدها الان ولو لم نتصور وقوع حقائقها الا بعد الف سنة. فبما انه طريق يفضي الى شيء من فساد الاعتقاد واستسهال امور حرمها الشارع فانه يجب سدها وتحريمها والوقوف في وجهها. فيجب على الاباء ان يراقبوا يكون في ايدي ابنائهم من مثل هذه اللعب التي لم يدع اهل الباطل شيئا من الباطل الا ودسوه فيها استغلالا لبراءة اطفالنا وقتلا لقيمهم وعقائدهم وتسهيلا الشرك في اعينهم وقلوبهم. والله اعلم