الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم المسألة الرابعة ان قلت ان العلة من الرمل ان العلة من الرمل ذكرها ابن عباس بقوله عن المشركين يقدم عليكم اليوم قوم وهنتهم حمى يثرب فاراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يظهر لهؤلاء المشركين قوة الصحابة وجلدهم وصحتهم ونشاطهم فاذا العلة من تشريع الرمل انما هو هذه وقد زالت هذه العلة ولم يعد ثمة احد من المشركين في الحرم فلما الرمل لا يزال باقيا. مع زوال علته فاذا قلت ان العلة التي ذكرها ابن عباس قد زالت فنقول في حل هذا الاشكال ان المتقرر عند العلماء ان العبادة اذا شرعت لسبب وزال فلا يلزم من زواله زوالها لا يلزم من زوال سبب التعبد زواله فيكون التعبد ثابتا اذا اذا دل الدليل على ثبوته حتى هو انزال سببه فانما نطلب سببه فانما نطلب سببه في اول التشريع فقط. واما في في دوام التشريع واستمرار التشريع فانه لا ليس بلازم استمرار السبب معه ولذلك احفظوا هذه القاعدة التي تقول زوال سبب التعبد لا يلزم منه زوال التعبد وعلى ذلك رمي الجمار فان السبب في رميها انما هو لاهانة الشيطان كما فعله ابونا ابراهيم عليه الصلاة والسلام اليس كذلك؟ لكن الان هذه هذا السبب قد زاد هذا السبب قد زال ولكن لا نزال نرمي ويستمر الناس على الرمي. فنحن انما نرمي هذه الحجارة ولا نرمي ابليس هذا دليل على ان زوال السبب لا يلزم منه زوال المسبب اي العبادة وكذلك السعي بين الصفا والمروة والجري بين العلمين نحن نفعله اقتداء بهاجر رضي الله تعالى عنها. زوج ابراهيم عليه الصلاة والسلام ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في المناسك انكم على ارث من ارث ابراهيم. يريد ان يذكرهم بهذه التي من اجلها شرعت هذه التعبدات وهذه الاسباب قد زالت. ومع ذلك لا يزال السعي بين الصفا والمروة ولا يزال الجري بين العلمين فهذا يدلنا على ان زوال سبب التعبد لا يلزم منه زوال العبادة في ذاته. لا سيما اذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم المداومة على هذا هذا التعبد وقد ذكرت لكم وفقكم الله ان هذا القدوم في حديث ابن عباس كان في عمرة القضاء اي قبل حجة الوداع. فلما حج النبي صلى الله عليه للوداع هل رمل او لم يرمل؟ الجواب رمل. مع ان مكة ليس فيها ها احد من المشركين نحتاج الى اظهار القوة والجلد والصلابة امامهم ومع ذلك رمل اي مع زوال السبب فانه رمل فحتى وان زالت هذه العلة فان زوال السبب لا يلزم منه زوال المسبب اي لا يلزم منه زوال التعبد فنحن نفعله تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم فان قلت وما الحكمة في بقاء التعبد مع زوال سببه وما الحكمة من بقاء التعبد مع زوال سببه؟ فاقول من باب تذكر النعمة علينا فان الانسان اذا استشعر وهو اه يجري بين العلمين في المسعى تلك المرأة المكلومة المسكينة الوحيدة في هذه الظلمة العظيمة في هذا المكان الذي لا انيس فيه ولا جليس فيه وليس بواد غير ذي زرع وهي تجري وكلها حرقة على ذلك الولد الذي يريد الطعام والشراب فان القلب حينئذ يخشع بل والعين حينئذ تدمع وترفع رأسك الى الله عز وجل وتقول الحمد لله على هذه النعمة. انظر كيف تبدلت الاحوال. عمر المكان وتأتيه الفواكه والخيرات والاطعمة وانواع المشروبات من كل من كل مكان والناس فيه امنون فاذا ابقى الله عز وجل هذه التعبدات مع زوال اسبابها من باب ايش؟ من باب تعظيم هؤلاء الذين جرى على يدهم هذا التعبد ومن باب تذكر باحوالهم ومن باب الاقتداء بهم من باب الاقتداء بهم فهو من باب تذكر الوقائع الماضية للسلف الكرام