الاخير يسأل عن الفرق بين المسلم والمؤمن والسابق والمقتصد. الاسلام اذا اطلق ولم يذكر معه الامام. شمل الايمان. لان الاسلام لا يصح وحده في الاعمال الظاهرة حتى يأتي بالاعمال الباطنة من الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والبعث بعد الموت والايمان بالقدر خيره وشره. واذا اطلق الايمان ولم يذكر معه الاسلام كان مقصود بالايمان هو الاسلام والايمان معا. والقاعدة في هذا اذا افرد احدهما اجتمعا. قاعدة في هذا اذا افرد احدهما اجتمعا واذا اجتمعا تفرقا فصار للاسلام معنى والاعمال الظاهرة قد جاء في الصحيحين حديث ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج حج البيت. ويقول للامام هو الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والايمان بالقدر خيره وشره. واما حديث سعد ان النبي وقال للنبي يا رسول الله ما لك عن فلان؟ والله اني لاراه مؤمنا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم او مسلما وهذا كقول الله جل وعلا قالت الاراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا والمقصود بهذا بالايمان الذي هو على المراتب وبالايمان الذي هو اخص من الاسلام ولا يقصد بهذا الحديث يعني او مسلما اي انه ما تحصل على الامام بالله وملائكته وكتبه ورسله انما المقصود ما تحصن العلمان الذي هو اخص من آآ الاسلام لان منزلة الايمان اخص من منزلة اه الاسلام. ومنزلة الايمان اعلى من منزلة الاسلام. هذا المقصود. والا فلا يصح اصلا الا بايمان ولكن الامام مراتب ولكن يستدل بهذا الحديث على الايمان شعب متفاوتة فقد شهد شهد له بالايمان لما رأى من ظاهره. والنبي صلى الله عليه وسلم منعه ان يحكم بذلك. لان المفروض كان يحكم بالاسلام لانه قد لا يعلم ما وراء ذلك ومع ذلك وردت احاديث ايضا اخرى الشهادة بالايمان مثلا كان يصلي ويصوم وانا في الظاهر ولا من ذلك الايمان الذي يكون فيه نجاة العبد من عذاب الله جل وعلا لان الناس يحكمون على الظواهر. وقد يكونون في البواطن بخلاف ذلك والدليل على هذا ما جاء في الصحيح البخاري من حديث عبد العزيز بن ابي حازم عن ابيه عن سالم بن سعد الساعدي قال بينما احنا جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم اطلع علينا رجل فقال ما تقولون في هذا؟ قالوا هذا حري ان نكح ان ينكح وان شفع ان يشفع وان قال ان يستمع لقوله فسكت النبي صلى الله عليه وسلم فمر رجل اخر فقال ما تقولون في هذا؟ قالوا هذا حري نكح الا ينكح. وان شفع ان لا يشفع. وان قال الا يستمع لقوله فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا خير من ملء الارض بمثل هذا. مع ان الميزان هو ميزان الصحابة رضي الله عنهم. فهم حكموا على الظواهر. حكموا على فاخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف هذا بخلاف هذا فعلى ان تحكم على الظواهر قد يكون الامر بخلاف هذا يدل على هذا المعنى مجال في صحيح الامام مسلم ان الصحابة رضي الله عنهم مروا على قتلاهم فقالوا فلان شهيد وفلان شهيد وفلان شهيد. وفلان شهيد. فلما مروا على الاخر قال النبي كلا. انه قد ظل شمله وانا لتشتعل علي نارا في جهنم. فالذي قرهم على الحكم الاول وهذا فيه دلالة على ان من قتل في سبيل الله جاز له الحكم بالشهادة على الظاهر. بدليل ان النبي نفى عن الاخر لو كان الاول مثل الاخر صار استوي ولما جاز الاول الوجود الثاني. ولما فرق النبي بينهما وقال عن الاخر قال كلا انه قد غل شمله ونتشتعل عليه في نار جهنم علم ان حكمه مغاير لاحكام من من سبقه. وعلم ان هذا قرار لمن قال عنه فلان شهيد وفلان شهيد وفلان ش وهذه مسألة خلافية بين العلماء. هل يقال عن فلان بانه شيبان اختلف فيها الصحابة؟ اختلف فيها التابعين واختلف فيه الائمة الهدى. لان بعض انه لقي فلان شهيد ان هذا يستلزم الحكم له بالجنة ولا في نظر. فان الحكم بالشهادة لا يستلزم الحكم بالجنة ان هذه احكام الدنيا. فانت تحكم بالظاهر بناء على احكام الدنيا. وذلك الصواب انه لا بأس يقال فلان مات شهيدا فلان مات جيدا. لكن لا نحكم له بالجنة. لا نحكم له بالجنة لا نحكم على ظاهره. نحكم على ظاهره. ومن ثم قال الفقهاء لو ان رجل فلان كافرا ليس بمسلم اصلا. قاتل مع المسلمين نخوة او حمية او عصبية وهم لا يعلمونها لا يعلمون لكن رأوا في القتلى بين المسلمين. يبنون على انه من اهل الاسلام بناء على الظاهر في مقابر المسلمين وان كان هذا من اهل الجحيم. لانهم يبنون على الضاد فاحكام الدنيا تختلف عن احكام اه الاخرة من ثم يحكم بهذه المسائل على احكام اه الضاد وان كان الباطن بخلاف ذلك. اما مسألة الفرق بين المقتصد والسابق اه الخيرات. الله جل وعلا فرق بينهما. فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات. فالظالم نفسه الذي يأتي بالسيئات وقد يدع بعض اه الواجبات هذا لنفسه واما المقتصد فهو العامل بالطاعات المنتهي عنه المحرمات. اما السابق بالخيرات فهذا منزلة من المقتصد. وهذا هو المسارع الى الطاعات. ويشترك مع من قبله فعل الطاعات وترك المحرمات لكن تزيد عليه بان يسارعوا الى ذلك. قد قال الله جل وعلا واستبقوا اه الخيرات. استبقوا الخيرات. وهذه الاية من يحتج بها على الخوارج. لان الله جل وعلا ذكر الظالم نفسه وذكر المقتصد وذكر السابق بالخيرات وذكر عن جميع هؤلاء بانه من اهل النجاة. بانه من اهل النجاة. فدل ذلك على ان الظالم نفسه ليس بكافر. ليس بكافر. وعلم من هذا ان ما دون الشرك فان صاحبه تحت المشيئة ان شاء غفر الله له وان شاء عذبه واذا عذبه فان الله لا يخلد في النار كما قال الله جل وعلا ان الله لا يغفر ان يشرك بي ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء