تدور عبارات العرب في تعريف الجحد على انه الرد والانكار. فمن رد شيئا او انكره فقد جحده فاذا على معاني الجحد دائرة على معنى الرد والانكار فجحد الشيء انكاره ورده هذا من جهة اللغة فان قلت وهل لا بد في الجحد من التكذيب الجواب اما باعتبار اصل اللغة واستعمال القرآن فانه ليس بشرط فيه. فقد يوصف الانسان بانه جحد الشيء وهو التكذيب بما جحد به الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم ومن المسائل ايضا وهي المسألة الثالثة ان قلت ما معنى الجحود في قول الامام الطحاوي؟ ما هو الجحد الجواب هو في قرارة نفسه مؤمن به غير مكذب به فالتكذيب ليس ركنا من اركان الجحد وانما ركناه الرد والانكار فقط. فان قلت وما برهانك على هذا؟ فاقول برهان استعمال القرآن وهي قول الله عز وجل فانهم لا يكذبونك اي هم مقرون حقيقة في بواطنهم بما قلته وانه الحق. اذا ما مصيبتهم؟ قال تعالى ولكن الظالمين بايات الله اجحدوا فاثبت لهم الجحد ونفى عنهم التكذيب. مما يدل على ان العبد يوصف بالجحود وان كان غير مكذب بما جحده. وكم من انسان نراه يجحد الشيء ويرده وينكره عدوانا وظلما وطغيانا واباء واستكبارا وحسدا وحقدا ولكنه في نفسه يعلم انه الحق كما فعل ابو جهل في رده لرسالة النبي صلى الله عليه وسلم حتى لا تفتخر قبيلة بني هاشم على فخذه هو. مع انهم من قريش لكن ابو جهل يقول كنا وبنو هاشم كفرسي رهان اذا فعلوا فعلنا يعني اذا خرج منهم رجل شاعر خرج منا رجل شاعر. واذا خرج منهم رجل كريم بارزناهم برجل كريم اخر. فلم تتفوق احدى القبيلتين على الاخرى حتى فجاءنا بنو هاشم بان منهم نبي ومن اين نأتي بهذا فجحد ورد وانكر. وكما فعله ابو طالب ايضا فانه كان مصدقا برسالة النبي صلى الله عليه وسلم ولكن كان يجحدها. يردها وينكرها مخافة العيب والعار ولذلك اثر عنه انه قال ولقد علمت بان دين محمد من خير اديان البرية دينا فالذي فالذي منعه انما هو انه يخاف العاق. ولذلك لما حضرته الوفاة جاءه النبي صلى الله عليه وسلم وجد عنده ابا جهل ابن هشام وعبدالله ابن ابي امية ابن المغيرة. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عم قل لا اله الا الله كلمة احاج لك بها عند الله فقال ابو جهل ابن هشام وعبدالله ابن ابي امية يا ابا طالب اترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه ويعيد له تلك المقالة. ويعودانهما بمقالتهم. حتى فقال ابو طالب اخر ما كلمهم انتبه هو على ملة عبدالمطلب وابى. ابى ان يقول لا اله الا الله اباء واستكبار اباء وخوف من العار ان يقال انتقل ابو طالب عن ملة عبد المطلب. فاذا من لوازم اذا ليس من لوازم الجحود التكذيب. وقد يكون التكذيب مبنيا على الجحود. اذا هناك جحود بتكذيب وجحود بلا تكذيب وانما نحن ننفي التلازم فقط ولا ننكر وجود جحد بتكذيب. لكننا ننكر ان يتلازم. فقد يوصف الانسان بانه جاحد وهو غير مكذب بما جحده. وانما جحده عنادا واباء واستكبارا ولكن ليس عن تكذيب ولو سألتكم ما معنى قول الله عز وجل عن موسى لما قال لفرعون لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض بصائر اي انك تعلم في قرارة نفسك يا فرعون ان ما قلته وما جئت به من تلك الايات ما انزلهن الا رب السماوات اذ لا استطيع انا ولا اخي هارون ولا اي فرد في الدنيا ولا انت ايضا ان يفعل ذلك الذي اريتك قبل قليل. تلك الايات من خروج اليد بيضاء كنور القمر من غير سوء اي من غير برص ولا بهاق. يد بيضاء من بغير بهاق والحي والعصا التي لما هزها انقلبت ثعبانا مبينا ثعبان حقيقي ليس عن سحر. انت تعلم يا فرعون ان ما انزل هؤلاء الايات الا رب السماوات وانت تقر برب السماوات ولكنك تجحد في ولكنك تجحد ظاهرا فقط. ظلما وعلوا وعنادا واباء واستكبارا. انتبهوا لما اقول الان اذا منهج اهل السنة والجماعة قائم على ان الجحود ليس من لوازمه التكذيب. فهمتم؟ خلافا للمرجئة الذين يجعلون من لوازم الجحود الموجب للكفر التكذيب فاذا قيل لك من من الطوائف تجعل من لوازم الجحود التكذيب الجواب قل المرجئة. فالمرجئة لا يجعلون الجحود مخرجا للعبد عن دائرة الايمان بمجرده. حتى مبنيا على تكذيب القلب. فان قلت ولماذا؟ فاقول لك لا تستعجل ستأتينا مسألة ان شاء الله توضح لك هذا الكلام اكثر واكثر مقارنة بين مذهب المرجية ومذهب الوعيدية ومذهب اهل السنة والجماعة حتى تعرف وسطية اهل السنة في هذه مسألة اي في مسألة الجحود والتكبير فاذا اهل السنة قائم مذهبهم على انه يوصف العبد بالجحود ولا يقتضي ان يكون جحوده مبنيا على