تسأل عن قول الله سبحانه وتعالى انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب وعن قوله سبحانه وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا. ما المقصود بالصبر هنا؟ هل هو فقط الصبر على العبادة والطاعة والبعد عن المعاصي ومجاهدة النفس والهوى والشيطان وخاصة في زماننا هذا الذي يعج بالملهيات اصبح القابض على دينه كالقابض على الجمر. او هو الصبر هنا اعم واشمل. ويضاف عليه الصبر على مصائب الدنيا الجواب الله سبحانه وتعالى شرع لعباده شريعة مشتملة على الاوامر والنواهي جعلها قسمين. القسم الاول ما هو فرض عين سواء كان من جهة فعله او كان من جهة تركه والثاني فرض كفاية والثاني فرض كفاية ففرض العين هذا واجب على كل مكلف ان يتعلم من شريعة الله ما ابين له كيفيته العمل ومقداره ومكانه وزمانه فعلى سبيل المثال يتعلم كيفية الطهارة كيفية التيمم كيفية الوضوء كيفية الغسل تعلموا ايضا كيفية الصلاة. يعرف مواقيتها الى غير ذلك فيعلم ما امر به ويعلم ما نهي عنه على سبيل فرض العين فيصبر على اداء الاوامر يصبر على تعلمها من جهة وعلى العمل بها من جهة اخرى يعني يعمل بها في نفسه واذا توسع ودعا الناس الى العمل بها لا تعليمهم والى عملهم بها فهذا خير على خير وهكذا بالنظر للنواهي. يتركها لا يسرق لا يزني لا يشرب الخمر لا يأخذ الرشوة الى غير الى غير ذلك من المحرمات فيصبر على فعل الاوامر ويصبر على ترك النواهي من جانب اخر الانسان بشر ومعرض للابتلاء والامتحان من الله جل وعلا ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين. فالانسان يصاب بمصيبة من المصائب في نفسه في ولده في ما له الى غير ذلك فيصبر ويحتسب الاجر. فهذه ثلاثة انواع من الصبر. الصبر على طاعة الله والصبر عن معصية الله. والصبر على اقدار الله جل وعلا ايحتسب الانسان وبهذا يكون بمنزلة الصابر وبالله التوفيق