فسألوا تفسير قول الحق تبارك وتعالى فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء وتركز على قوله تعالى يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما صعدوا في السماء ما معنى ذلك؟ جزاكم الله خيرا. قوله تعالى اشرح صدره للاسلام. معناه ان من اراد الله وجل وعلا هدايته ارادة كونية قدرية فانه ييسر له القبول ويجعل في قلبه القبول لهذا الدين ومحبة هذا الدين اقبال عليه لان الله اذا اراد شيئا فلابد ان يقع اذا اراد الله ارادة كونية فلا بد ان تقع ارادته سبحانه وتعالى ويجعل لها اسبابا تجعل لوقوعها اسبابا ومن ذلك شرح صدر العبد لقبول الاسلام وقبول الهداية من الله سبحانه وتعالى. اما من اراد الله اظلاله عن الاسلام ارادة كونية قدرية لقدر الله على عبد انه لا يدخل في الاسلام فانه يجعل ولذلك سببا فهو ان يضيق صدر هذا الرجل بالاسلام ولا يقبله ولا يطمئن اليه بل ينفر منه هذا كله عائد الى حكمة الله سبحانه وتعالى لانه يعلم سبحانه وتعالى من يصلح في الهداية ومن لا يصلح للهداية. وايضا هناك سبب من العفو ايضا هناك سبب من العفو للهداية وسبب للضلال. قال الله تعالى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسينسره لليسر وعلنا من نخل واجتغنا وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى. فالعبد اذا عمل الطاعة واحبها زاده الله الهداية وتوفيقا قبولا للحق. واذا اعرض عن الطاعة واعرض عن قول الحق عاقبه الله سبحانه وتعالى بالكفر والظلال وجاء بفعله انه لا يضع هدايته الا في مواضعها. ولا يحرم منها الا من لا يستحقها. فهو اعلم بذلك سبحانه وتعالى وقوله تعالى ضيفا حرجا معناه واضح. مم. انه ينغلق ينغلق صدره عن قول الحق ويصاب قلبه وبالعمى وعدم القبول عدم الراحة هداية الله سبحانه وتعالى الاستماع لكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم الضيق اذا سمع القرآن او سمع السنة يضيق من ذلك ولا يقبله على الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والله فيه انكم تغلبون او يكرهون سماع القرآن او سماع احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم اريد صدورهم بذلك خلاف المؤمنين فانهم يفرحون بذلك ويطمعون ويطمئنون اليه اذا سمعوه كأنما يصعد في السماء. ذكر العلماء ان الانسان كله خائف من الجوف ضاق نفسه. ضاق نفسه والقبض صدره لانه ابتعد عن الارض وابتعد عن الجو الذي يعيش فيه ونسمع ان العلماء العلماء علماء الصناعة وعلماء التجربة. نعم. يقولون ان ان الهواء الاكسجين يكون العرف وفي جو الارض فاذا صعد الانسان الى الجو فقد الاكسجين فيحصل له الخناق ويحصل له ضيق فربما يقول لم التشبيه ان الله يشبه الكافر الذي لا يقبل الحق الا ان يصعد الا جوب ينخنق فيه. فالكافر والظال لا يعيش في جو الايمان يوم القرآن فليلحق صدره من ذلك. مثل الذي صعد الى الجو والحنف لانه لا يجد الهواء المناسب. نعم. جزاكم الله خيرا واحسن