كانت والدتي رحمها الله تقوم بحق خير قيام. لكني ضيعت حقها تماما. كنت عاقا لها ولا اقوم واجب تجاهها بل ربما تعدى الامر الى اهانتها او ضربها او اخذ بعض الاموال منها قهرا وقد ماتت رحمها الله وهي تدعو لي وانا الان في حالة يرثى لها من الحزن والكمد والكمد الذي اصابني بسبب تفريطي في حقها وقد تزوجت عشت ورزقت بابناء واخاف والله من عقوبة ربي علي صرت اخصها بدعاء دائم في صلاتي. وجهوني ماذا اعمل تجاهها رحمها الله؟ حتى اسلم اولا من عذاب الله وعقابه ثم ما من عقوق ابنائي مخافة ان يصيبني ما فعلت بامي الله المستعان الحمد لله الهادي الى سواء السبيل ومن يضلل الله فما له من هاد والصلاة والسلام على من جاء بالخير ودعا اليه وحث الناس على الاخذ باسباب النجاة من عذاب الله انما قلته ايها السائل امر محزن وامر معجب معجب لك امك تسيء اليها فتحسن اليك وتقسو عليها وترحم ترحمك وتعطف عليك وهكذا الاباء حق الوالدين حق عظيم وكأني بك انما حملك على هذا الخوف خشية ان تلاقي من اولادك ما لاقت امك منك احرص على تربية اولادك على الكتاب والسنة على الاداب الاسلامية تعودهم احترام الاباء والامهات اكرام كبار السن من رجال ونساء عودهم على الاشتمال على صفة الرحمة فان الراحمين يرحمهم الرحمن اكثر من تذكرك لامك والبكاء امامهم على ما حصل منك من تقصير تعاهدهم بتخويفهم من الله جل وعلا فصل قرابة امك واجتهد في ذلك ارعى لها حقها بهم وان كان فاتك الفوات وانتم ايها المستمعون اتعظوا واعتبروا فانما يتذكر اولو الالباب انه كثيرا ما يكال للانسان بالمكيال الذي كان به كثيرا ما يعاقب العاق بعقوق الذرية ارعوا نعم الله عليكم بامتثال اوامره والانتهاء عن نواهيه الله جل وعلا في القرآن الكريم اوصى بالوالدين خيرا كثيرا وحث عليهما وكف عن الاساءة اليهما والتأفف بل امر الولد ان يجمع بين الرحمة لهما والتذلل امامهما كما في قوله جل من قائل وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ربكم اعلم بما في نفوسكم لا يكون هذا منك رياء وسمعة بل افعل ذلك مخافة مخافة من الله ورغبة في الخير اكرر وصيتك انت ايها السائل بان تعتني بذريتك واولادك وكلما ذكرت ذلك الشيء الذي حصل منك على والدتك طل لله ركعتين وتوجه اليه واسأله ان يغفر لها ويرحمها ويتجاوز عنك ويملأ قلبك بتعظيم دينه والحب هو حب الخير للمسلمين عسى الله ان يعفو. فاسأل الله ان يعفو عنا جميعا احسن الله اليكم