فلربما ثمة نظرة محرمة حرمتك العلم بل وربما تحرمك قيام الليل ولذلك اثر عن بعض السلف رحمهم الله تعالى انه كان يقول اني لاعصي الله في الخلوة فاجد شؤمها في خلق دابتي وزوجها فالله عز وجل يمهل ولا يهمل ويملي للعبد فاذا لم يستحي الطالب من الله عز وجل. فاذا لم يستحي المسلم على وجه العموم طالب العلم على وجه الخصوص. من الله عز وجل في حال خلواته فحين اذ يخسف بعلمه مهما جرى ومهما حصل ومهما سعى ومهما اجتهد فانه يكون الصندوق مخلوق يعبي من ها هنا وينزل من هاون اذا عليه ان يراجع نفسه في مثل ذلك الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين نشكر لكم شيخنا اتاحة هذه الفرصة وجزاكم الله خيرا وهذه بعض الاسئلة مجموعة من الشباب جمعناها منظمة مرتبة. يقول السؤال الاول احسن الله اليكم يشعر بعض طلبة العلم بعد مدة من حضور الدروس. وقراءة الكتب بانه لم لم يثبت لديه مما سمع وقرأ شيء كثير. فما توجيهكم في هذا الحمد لله هذا الشعور الذي يشعر به بعض طلبة العلم قد يكون شعورا حقيقيا وقد يكون شعورا وهميا خياليا اذا كان ما يشعر به هذا الطالب شعور اذا كان ما يشعر به هذا الطالب فعلا شعورا حقيقيا فان الانسان ينبغي له ان يراجع تلك الاسباب ان ينظر في الاسباب التي جعلته لم يحصل شيئا مع طول بقائه عند العلماء. ومع طول قراءته وطول حفظه واطلاعه في الكتب لابد ان ينظر في الاسباب لان لكل شيء لان لكل شيء سببا يوجبه هذا اذا كان هذا الشعور حقيقيا فمن الاشياء التي نص عليها اهل العلم في ذهاب بركة العلم المعصية ربما يكون عند هذا الطالب الذي قطع شوطا طويلا في العلم وفي الحضور وفي القراءة ثم لم يحصل شيئا ربما يكون ثمة معصية حرمته بركة العلم وابعدته عن الاستفادة ولا سيما معصية السر وخذوها مني قاعدة لا يقتل العلم في قلب الطالب مثل معصية السر هذا الطالب الذي يخفي تلك المعصية فيما بينه وبين الله ثم يلبس مسوح العلما وطلبة العلم في الظاهر هذا لا يبارك الله عز وجل في علمه ولا يبارك في فهمه ولا يبارك في حفظه فاذا على هذا الطالب الذي يستشعر مثل ذلك ان يراجع نفسه فلربما تكون بينه وبين الله عز وجل معصية لا يعلم بها احد وقد كثرت الوسائل التي تتيح لكثير من الناس ان يعصي الله عز وجل في السر ولا اعظم من هذا الجوال الخبيث اذا استعمله الانسان في امر خبيث والا فهو وسيلة لكن من يستعمله في امر خبيث فاننا نصفه بانه خبيث لان الوسيلة لها حكم مقصدها فاذا كان ثمة شيء بينه وبين الله اذهب عنه بركة العلم فعليه ان يتوب الى الله عز وجل التوبة الصادقة النصوح المستجمعة المستجمعة لشروطها الامر الثاني على الطالب ان يعتمد دائما قاعدة وهي ان حفظ رأس المال اولى من جلب الارباح فان من الطلبة من يحرص على الاستكثار من العلم مع اهماله لما تعلمه فلا يراجعه ولا ينظر فيه ولا يكرره ولا ولا يعيده مرة اخرى ولا يتذاكر مع اخوانه الطلاب فيه وانما يتركه ويحصل غيره فيؤدي تحصيل غيره مع اهتزاز مع اهتزازه الى ذهابه فيما اذا تطاول الزمان ولذلك ينبغي لك ان ان تثبت ما علمته سابقا ثم بعد ذلك تحصل الشيء الاخر فاذا كان المحفوظ الجديد يؤثر على الحفظ القديم دع دع الحفظ الجديد لان حفظ رأس المال وهو المحفوظ القديم اولى من جلب الارباح الذي هو الحفظ الجديد واذا كان الدرس حضورك للدرس الجديد سوف يؤثر عليك في بعض الدروس السابقة لا تحضر درسا جديدا لا تزد على نفسك العلماء ربما عالم واحد يعطيك من نهمة العلم ما تريده كما قيل للامام ابن القيم لم لم ترحل؟ كما رحل غيرك؟ قال اويرحل عن ابي العباس او كما قال عليه رضي الله تعالى عنه رحمه الله تعالى ورضي عنه فاذا وجدت من العلماء من يعطيك نهمتك في العلم او هذا الفن الذي تريده فلماذا تكثر على نفسك العلماء العبرة ليست من بالاستكثار من الشيوخ. العبرة بما تستفيده من الشيوخ ورب انسان يتنقل عند العلماء في حلقاتهم ثم يجد نفسه لم يحصل شيئا لماذا؟ لان العلم في ذهنه وحافظته تزاحم من غير تثبيت ولذلك لا بد من تثبيت العلم قبل ان تأتي قبل ان تنزل عليه علما اخر فالعلم في الحافظة يبنى كما يبنى البيت. الا ترى اننا نصب الاسمنت في الارض اولا ثم ننتظر حتى يثبت ثباتا كاملا لا نبني عليه الاعمدة ولا لا؟ فينتظرون اسبوعا او اسبوعين حتى يجف الاسمنت جفافا كاملا ما يبنون عليه شيء اخر لانهم لو بنوا عليه حال ها ضعفه واهتزازه حينئذ سوف يكون البناء الاول مهتز واهتزازه يؤدي الى اهتزاز البناء الثاني واذا بنوا الدور الاول لا يبنون الدور الثاني عليها مباشرة بل ينتظرون به حتى حتى يثبت تماما فمزاحمة العلم في الحافظة وادخال العلم على العلم من غير تثبيت ولا تأكيد ولا ترسيخ ولا مراجعة ولا نظر ولا تكرار يفضي الى اهتزاز المعلومة في الذهن فاذا طلبها الانسان لا يجدها في مظانه هو يعلم انه قد سمعها من الشيخ يعلم انه قرأها يعلم انه حققها وحفظها في المتن. لكن اذا طلبها لا يجدها. لماذا؟ لانه لم يراجعها لم يكررها لم لم يتذاكر مع اخوانه فيها. وانما عهده بها مذ سمعها من الشيخ. فتطاول الزمان عليها فذهبت ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن تعاهدوا ايش؟ هذا القرآن. هو الذي نفسي بيده له اشد تفصيا من صدور الرجال له من الابل في عقلها او كما قال صلى الله عليه وسلم والحديث في الصحيح واصل العلم القرآن فاذا كان الاصل الذي هو القرآن يتفلت اذا لم يتعاهد. فكيف بما بني عليه من المسائل والمعلومات اذا كان الكلام الذي هو ايسر الكلام والذي قال الله عز وجل فيه ولقد يسرنا القرآن للذكر يتفلت مع مع يسره فكيف بكلام ماء الصعب المحصور بعضه في بعض خاصة المتون التي يحصل اصحابها المسائل والفروع بعضها في بعض حتى يكون المتن مختصرا اذا كان القرآن الذي هو اصل العلم يحتاج الى تكرار ويحتاج الى تعاهد ويحتاج الى مراجعة فلا جرم ان غيره من باب من باب اولى فلا بد من تعهد الحفظ ولابد من تعاهد العلم ولابد من مذاكرته ولابد من نفض الغبار عن تلك المعلومات التي تعلمتها في الدورات الشرعية وتعلمتها عند العلماء واني لاعجب من بعض طلبة العلم لا يراجع في ابتداء الحضور ولا يراجع بعد الانصراف. وانما يلقي الطالب كتابه على طبلون السيارة او في الشنطة ثم عهده بالكتاب متى؟ الدرس القادم ثم بعد ذلك يريد ان يكون عالما او طالب علم راسخ. وهو لا يحترم كتاب العلم اصلا فضلا عن الاحترام ما قيده من ولذلك لو رجع هذا الطالب لمراجعة تلك المعلومة لوجدها منثورة في حواشيه التي كتبها ووجدها بادلتها في في في كناشته التي اقتنص الفوائد فيها. ولكن سبحان الله لا تزال رهينة الاوراق لم تأتي في ذهنه لانه لم لم يحرص على تكرارها اذا هذا سبب عظيم في ذهاب العلم وتشتته فيبقى الانسان متنقلا بين الحلقات متنقلا بين الكتب يقرأ ثم اذا عرضت له مسألة فاذا ما عنده شيء ليس عنده شيء الامر الثالث ايها الاخوان مما يوجب تشتت ذهن الطالب حرصه على الجزئيات وتركه للاصول والكليات فان لكل انسان قدرة عقلية وقدرة ذهنية قدرة ذكاء قدرة استجماع فاحرص دائما على ان تستجمع الاصول الكلية التي تغنيك عن تلك التفاصيل التي تأخذ حيزا من حفظتك وانت لا تحتاج لها كثيرا يعني بدل ان تحفظ عشرة فروع احفظ الجامع لهذه الفروع فيكون في ذهنك فقط ايش؟ اشتغلت جزئية واحدة تغنيك عن عشرة اجزاء وهذا هو الذي يجعل طلبة العلم المتأصلين اللي تربوا على طريقة الاصول والقواعد ما يشكو مثل من هذا ابدا وانما يشكو من هذا من تعلم على طريقة التفريع والتجزيء لانه حشر تلك المعلومات والفروع والجزئيات الكثيرة في ذهنه فلم يبق في ذهنه مكانا لاستيعاب شيء اخر ولذلك كلما قللت المحفوظ مع استجماع مع استجماعه في قاعدة او استجماعه في اصل او استجماعه في ضابط كلما كانت الحافظة ها اثبت وارسخ والحفظ ارسخ وهذا هو الذي يجعل العلماء ينصحون بحفظ المتون الصغيرة. لماذا؟ لانه لن يبقى معك في هذا الفن الا ما اليس كذلك ايها الاخوة قد تحفظ متنا ثم تقرأ شروحا كثيرة في هذا الفن لكن بعد زمان لا يثبت في قلبك الا ما حببته فكلما كان العلم اجمع كلما كان انفع للحافظة. واما ان تحشر تلك الفروع والجزئيات في حافظتك انها ستمتلئ واذا امتلأت حينئذ تتشوه تتشوش تلك المعلومات. ولذلك يقول الناظم يعني وبعده فالفقه عظيم واسع ونجمه بين الفنون ساطع لكن ما فروعه كثيرة وتجعل العقل بالف حيرة ان لم تكن تنظم في قواعدي تسهل الرجوع للفوائد. ولذلك الصحابة حفظوا العلم من النبي صلى الله عليه وسلم ولا لا؟ حفظوه. واتقنه وظبطوه لانه لم يكن يطيل عندهم التفاصيل وانما كان يعطيهم العلم على طريقة جوامع الكلب كان يعطيهم العلم على طريقة جوامع الكلم. فهم بفهمهم يأخذون هذه الجامعة ثم يخرجون تلك الجزئيات والفروع على تلك الجامعة والاصل الكبير الذي عندهم فلربما يكون هذا التشويش الذي وجدته في ذهنك وانك ما حصلت شيئا ربما يكون سببه تزاحم تلك الفروع والجزئيات في ذهنك فحينئذ غير طريقة الطلب من طلب العلم على طريقة التفريع والتجزيء الى طريقة الى طريقة التقعيد والى طريقة التأصيل والى طريقة الظبط الفقهي هذا ايضا من جملة من جملة الاسباب ومن جملة الاسباب ايضا انقطاع المذاكرة مع الاخوان والمذاكرة سنة سلفية كان السلف يعقدون مجالس للمذاكرة ولذلك كان بعضهم يقول لبعض اجلس بنا نؤمن ساعة ثم يتذاكرون ثم يتذاكرون العلم فيما بينهم. هذه السنة لا نجدها في من من طلبة العلم في هذا الزمان. بل كل رجل مستقل بكتابه مستقل بفوائده مستقل بمعلوماته. مستقل بدروسه مستقل بمحفوظاته تمر علينا الاسابيع والشهور لم نطلب احدا من اخواننا من طلبة العلم نراجع مسألة او نحفظ فيما بعض فيما بيننا متنا او نشرح فيما بين انا مسألة يعني معضلة او يسأل بعضنا بعضا يعني من باب من باب من باب من باب المذاكرة حتى ولو لم لم يكن من باب الاستفسار والاستعلام وانما من باب المذاكرة. وقد كان السلف رحمهم الله تعالى يحرصون على هذا حرصا كبيرا لماذا؟ من باب تلاقح فلربما عقل اخيك اكبر من عقلك فتستفيد منه. ربما تعليق اخيك احسن من تعليقك فتستفيد منه. ربما استجماع اخيك المسألة وفهمه المسألة افضل منك فتتلاقى حينئذ افكار طلبة العلم افكار طلبة العلم فيما بينهم وهذه المذاكرة تظفي ثباتا جديدا لهذه المعلومة في الذهن لانك سمعتها من الشيخ وقرأتها في الكتاب ثم ذكرت بها اخوانك فحينئذ يمر هذه المعلومة على الحافظة عدة مرات فيرسخ العلم بذلك وعلى كل حال هذا هو الذي يحضرني واما اذا كان هذا الاستشعار استشعارا وهميا فانه وسوسة شيطانية تريد ان تزهدك في العلم فان الشيطان يلج على قلب الطالب من ابواب من ابواب كثيرة. قد يدخل عليه في ثقل العلم حتى يترك العلم. بل قد يقول الشيطان على قلب الطالب بتخويفه من مسئولية العلم فيما بعد ذلك لان مسؤولية العلم التعليم وقول الحق وهو يخاف فيقول اذا السلامة لا يعدلها شيء. لماذا اكون عالما وانا لست اهلا لتبوء هذا المنصب؟ وهو وسوسة شيطانية. فربما يأتي الشيطان بعض الطلبة ويقول ها انت قطعت شوطا طويلا في العلم فماذا حصلت نبش وفتش عنها عن المعلومات التي في قلبك لا تجدها تساوي ولو واحد من عشرة في ذلك الكم الهائل من الاوقات التي قطعتها في الحفظ والاطلاع والقراءة وحضور والدروس ثم لا يزال يوسوس لك في بذلك حتى حتى تنقطع عن العلم وهذا غالب ما يجده الطلبة. ثم لنعلم فلذلك يجب علينا ان نحذر من هذه الاوهام والخيالات والوساوس فاصبر وصابر اجتهد واعزم وواصل المسيرة واياك ان تنظر الى الى الخلف وان تستجيب الى هذه الوساوس ثم لنعلم ملحوظة خفيفة وهي من علم النفس. وهي ان الشيء في الذهن لا يحس به الا اذا غمز. ان في الذهن لا يحس بوجوده الا اذا غمس. اشمعنى هذا يعني ان الانسان مثلا قد يقرأ كتابا ثم بعد انهائه يرى انه لم يحصل شيئا من هذا الكتاب مع ان الحقيقة ان المعلومة موجودة لكن ربما يكون من الطلبة الذين لا يستحضر الشيء الا بغمزه. فاذا غمز بالسؤال تذكر مباشرة موضعه وربما يتذكر موضعها من الصفحة اهي في اليمين او الشمال. بل ربما اذا اعطاه الله حافظة قوية يتذكر حتى الصفحة التي قرأ فيها تلك المعلوم. مع انه قبل غمزها استحضار واستجلابها من ذهنه. يرى انه لم يحصل شيء وهذا وهذا وهذا واقع كثيرا. هذا يقع كثيرا عند طلبة العلم. فاذا لا تقل لنفسك انني لم احصل شيء لا حصلت والمعلومة موجودة بالقوة في ذهنك لكن متى ما غمزت بالفعل خرجت ووجدت باذن الله عز وجل لكن المشكلة انها حال وجودها ربما تكون مهزوزة. ربما تكون غير مؤصلة فحينئذ نرجع الى الامر الاول وهو ترسيخها ومراجعتها وتأصيلها واستجماعها واستجماع اصلها معها حتى تكون راسخة فاذا هي حالتان هي هما استشعارا اما ان يكون حقيقيا واجبنا عنه واما ان يكون وهميا واجبنا عنه والله تعالى اعلى واعلم