توجد عندنا عادة وهي عندما يموت الميت عندنا يقوم اهل الميت بفتح البيت واستقبال المعزين كأنه حفل او كأنه زواج يذبحون الذبايح غدا وعشاء وهيصة لان الجماعة جالسين طول ايام العزاء وهي ثلاث ايام يأكلون ويشربون. وبعض من الاخوان يحظرون الذبيحة ومعها كيس رز او كيس طحين لاهل البيت ومنهم من يأتي بما تجود به نفسه. بما تجود به نفسه. مثل كرتون دجاج وغير ذلك. وعلى ذلك تكون القهوة من الصباح الى اخر وقت من الليل. فارجو عرض هذه القضية على احد اصحاب الفضيلة العلماء. والامر الى الله ثم اليكم شيخ جزاكم الله خيرا لتكون رسالة موجهة الى اهل قريته كما يقول وفقكم الله بل هي رسالة موجهة الى كل من يشابهه ينبغي للناس ان يعلموا كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعامل مع من يموت لهم ميت من اصحابه او قرابته مات او قتل جعفر ابن ابي طالب ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم و لم يكن لجعفر لاولاده من يتولى امرهم وكانوا صغارا فقال عليه الصلاة والسلام اصنعوا لال جعفر طعاما فقد جاءهم ما يشغلهم فهذه هي السنة لا ان تجعل دار اهل الميت دار ضيافة ومنتدى تتبادل فيه الاحاديث وتطول فيه الجلسة يتوافد الرجال والنساء فيكون منزله كانه مطعم او منتدا تقدم المشروبات اولا واخرا بل الواجب ان يجتنب ذلك وليس من السنة ان يعطل الناس اعمالهم لتلقي الزائرين المعزين ولا ان يعطل الناس اعمارهم للذهاب الى الزيارات تعزية لا حرج ان يدعى للميت بالمغفرة ولذويه الصبر والاحتساب ولكن لا ان تجعل دارهم كانها مطعم يغشاه هؤلاء الفئة من الناس وينبغي الا يتعطل الناس عن اعمالهم في مثل هذه الاحوال ثم الناس في هذا المنزل حديث عهدا بحزنهم ويحتاجون لان يهتموا ضيافة هؤلاء ويقوم بتقديم الطعام وما يشرب عادة في هذه المدن والقرى وكأنه في حفلة عرس او في لاستقبال غائب طالت غيبته فيتباشر الناس بقدومه ويتوافدون للقاءه بينما هم قد ودعوا واحدا وكل منهم يتحرى ان يكون المودع لا شك ان هذه العمل ان هذا العمل من بدع الجنائز ومثل ذلك ما يفعله البعض من نصب مخيم اذا كان البيت لا يتسع وفرشه وضعية الكراسي ومد اسلاك مكبرات الصوت وقراءة القرآن بهذا العزاء كل ذلك مما ابتدعه الشيطان وحسنه للناس فتجدهم يتحدثون والقرآن والقارئ يقرأ القارئ في مثل هذا الظرف قراءته بدعية والاجتماع اجتماع بدعي بهذه الصفة لانك لو فتشت في حياة الصحابة مع كثرة من قتل في عهدهم او مات ما وجدت مثل هذه التجمعات فحدي باهل قرية السائل وبمن يعملون مثل عملهم او دونه اكثر منه ان يتعرفوا سنة رسول الله وان يسألوا اهل العلم ماذا يحسن ان يعمل للميت بعد وفاته هل هو بهذا التجمع والقراءات او اهداء الثواب ثواب القراءة او انه يدعى له بالمغفرة وحسنوا ان يتصدق اهله اذا كان الله قد وسع عليهم ان يتصدقوا عنه لان الصدقة تنفع الحي فان سعد ابن عبادة سيد الخزرج رضي الله عنه وارضاه الانصاري كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة فلما خدم مع النبي من غزوته وجد ان امه قد توفيت فجاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله ان ام سعد استرزت الولايات ماتت افينفع وانها لو تكلمت تصدقت افينفعها ان اتصدق عنها فقال صلى الله عليه وسلم نعم وكان سعد من الاجواد في البذل والكرماء فكان من كرماء العرب وكان ابنه قيس في احدى غزوات سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اعدموا النفقة والزاد وجاء رابي معه ابل اشترى منه ناقة جزورا على ذمة ابيه فاخبره انه ابن سعد فباع الاعرابي عليه ثقة بسعد بتمر فاكلوا ثم ذبح اشترى ثانية منه فذبح للسرية فاكلوا ثم ثالثا ثم منعه ابو عبيدة فيما اذكر فما كان من سعد رضي الله عنه لما بلغ الخبر الا قال لوددت يا بني انك استمريت تشتري وتنحر لهم فرظوان الله عليهم اجمعين الخلاصة ان هذا العمل الذي اشار اليه السر عمل ينبغي ان يجتنب والله المستعان