الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول السائل احسن الله اليك. ما حكم اقتناء الجوالات المطلية بماء الذهب؟ والاغلفة الخارجية للجوالات ايضا تطلى بماء ذهب وتباع بسعر غالي في المحلات الحمد لله رب العالمين وبعد. المتقرر عند العلماء ان من مقاصد الشريعة حفظ المال وان كل طريق يفضي الى تبذير المال واسرافه فيما لا منفعة فيه ولا مصلحة تجنى من ورائه. لا في دين العبد ولا في دنياه فانه لا ينبغي للعبد العاقل الحصيف سلوكه سلوكه. فان المال نعمة من الله عز وجل. وقد امرنا الله عز وجل في كتابه الكريم وفي سنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم بالمحافظة على المال. وحرم علينا اضاعته. يقول النبي صلى الله عليه وسلم وحر ان الله حرم عليكم قيل وقال واضاعة المال. فاي طريق يفضي الى ضياع المال بالتبذير والاسراف فانه يعتبر مما لا ينبغي سلوكه. يقول الله عز وجل يا بني ادم خذ زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا. ويقول الله عز وجل ولا تبذر تبذيرا ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا. ومن المعلوم عند اهل العلم الفرق بين التبذير والاسراف. فاما التبذير فهو انفاق المال فيما لا اصل لمنفعته. فلا منفعة فيه اصلا فهذا تبذير. حتى ولو انفق الانسان ريالا واحدا فيما لا منفعة فيه فيعتبر مبذرا. واما الاسراف فهو مجاوزة الحد في الانفاق فيما يجوز الانفاق في اصله كالذي يشتري سيارة بمئات الالاف مع انه يستطيع ان يستغني عن هذه السيارة الفارهة بسيارة مناسبة لمثله. ومن ذلك شراء هذه الجوالات التي تكون مطلية بماء الذهب او تلك او او جوارب الجوالات التي يكون فيها نوع زخارف توجب غلاء اثمانها. فان العاقل لا ينبغي له ان ان يسرف ان يسرف في انفاق ما له وان يضيع ما له. فان المال عزيز. واذا ضاع لا يكاد يرجع. ولم يحصل الانسان هذا الا بكلفة فلا ينبغي للانسان ان يشتري مثل هذه الجوالات ذات الاثمان الكثيرة الا اذا كان يقصد منافعها وخدماتها. واما مجرد شيء من ماء الذهب او شيء من الزخارف التي لا ينتفع الانسان الجوال عن طريقها فارى انها من جملة الزينة التي لا ينبغي ان ينفق فيها هذا المال الطائل. والناس يموتون جوعا وهم احوج لهذا المال من انفاقه فيما لا منفعة فيه ولا مصلحة تجنى من ورائه. فالجوال وسيلة اتصال الانسان بالجوال الذي يحقق له الخدمات المطلوبة من غير اسراف ولا تبذير. والجورب انما يراد به حفظ الجوال اذا اي جورب يحقق هذا الغرض فهو كافي. فلا ينبغي للانسان ان يسرف في انفاق المال في شراء جوال او او ما يسمى بجراب الجوال باثمان زائدة على المعتاد. يخرج بها امام الناس او ليمدحه الناس فان هذا مما لا ينبغي للعبد العاقل الحصيف سلوكه واما مسألة ماء الذهب فاذا كان مجرد لون الذهب فقط. فانه فانه لا بأس به اذا كان ذا قيمة معتدلة للرجال والنساء. واما اذا كان ذهبا حقيقيا فان الجوال فان الجوال يقال فيه ما يقال في النظارة فهو فهو داخل في باب اللباس فلا يجوز للرجال استعمال جوارب الجوالات او الجوالات التي تشتمل على ذهب كبير لان الذهب محرم على الرجال والجوال من جملة اللبس كالنظارة ونحوها. ويجوز للنساء اقتناؤه لكن شريطة الا يكون ذا ثمن باهظ لانه يعتبر حينئذ من الاسراف الذي حذرتنا منه الادلة والله اعلم