شيخنا احسن الله اليكم ما حكم تخصيص الروضة الشريفة بصلاة ركعتين مع اعتقاد فضيلة لها. اما بتخصيص ركعتين او بقراءة القرآن فيه الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرب في القواعد ان التعظيم اصالة وصفة مبني على التوقيف فلا يجوز لنا ان نعظم زمانا دون زمان الا بدليل يدل على تعظيم الزمان. ولا مكانا دون مكان الا بدليل يدل على تعظيم المكان ولا ان نعظم عينا دون عين الا وعلى ذلك دليل يدل على التعظيم. فاصل اثبات التعظيم للزمان والمكان والعين لا بد فيه من دليل فاذا ثبت الدليل بتعظيم هذا الزمان او هذا المكان او هذه العين فننتقل الى الجزئية الاخرى وهي انه لا يجوز لنا ان نخترع صفة تعظيمية نعظم بها الزمان المعظم او نعظم بها المكان المعظم او نعظم بها العين المعظمة فالتعظيم اصالة اي في اصل اثباته وصفة اي في كيفية تعظيمه مبني على التوقيف. فاذا علم هذا ام ان الروضة الشريفة مكان معظم. فقد ثبت تعظيمها في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة وهذا الحديث معروف مشهور بين اهل العلم. فاذا هذا موضع ثبت اصل تعظيمه بالسنة الصحيحة. ولكن لا يجوز لنا ان نخترع صفات تعظيمية لهذه الروضة الشريفة. وبناء على ذلك فمن اعتقد فضيلة ركعتين فيها بخصوصها دون سائر اجزاء المسجد النبوي او اعتقد فضيلة الذكر فيها بخصوصها. او اعتقد فضيلة الدعاء فيها بخصوصها. او اعتقد فضيلة قراءة القرآن فيها بخصوصها دون سائر اجزاء المسجد النبوي فانه مطالب بالدليل الدال على هذه الصفة التعظيمية حق لاحد ان يخترع للمكان المعظم صفة تعظيمية يعظمه بها. واضرب لك مثالا خفيفا حتى يتضح حتى تتضح القاعدة. فان القرآن الكريم كتاب عظيم. وقد دل على تعظيمه كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والاجماع لكن ليس من تعظيمه ان نضعه على الرأس وليس من تعظيمه ان نضعه على الصدر وليس من تعظيمه ان نقبل وليس من تعظيمه ان نفتحه للفأل. فلا ينبغي ان نأتي للشيء المعظم زمانا او مكانا او عينا ثم نخترع من عند انفسنا صفة نعظمه بها. لان التعظيم اصالة وصفة مبني على التوقيف والله اعلم