لو قال قائل ما حكم الخشوع في الصلاة قد اختلف العلماء رحمهم الله في الحكم على الخشوع في الصلاة فقال الجمهور سنة لان شرود الذهن امر غير ممكن فكان حضوره سنة وطلبه مندوبة مرجحا مسنونا مؤثرا في الثواب غير مؤثر في الصلاة بطلانا وقال بعض العلماء ان الخشوع واجب لعموم قوله تعالى واستعينوا بالصبر والصلاة فهذا امر ثم بين كيف نستعين بالصلاة؟ قال وانها لكبيرة الا على الخاشعين فجعل الوصف المستثنى سببا لنيل الصلاة. فدل على وجوبه في الصلاة ويؤكده ظاهر قوله تعالى في اول سورة المؤمنون قد افلح المؤمنون الذين هم في في صلاتهم خاشعون ويؤكد هذا المعنى دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة فقد اثر عنه انه كان يقول اللهم لك ركعت وبك امنت ولك اسلمت وعليك توكلت خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي رواه الامام مسلم في صحيح فلنتأمل ان النبي صلى الله عليه وسلم اظهر في دعائه خشوعه في الصلاة فدل على الوجوب والصحيح من اقوال اهل العلم ان خشوع القلب ان خشوع القلب غير مبطل للصلاة. اذا لم يكن اذا لم اذا كان القلب غير موجود او الذهن شاردا فانه لا يبطل الصلاة ولكن خشوع الجوارح اما واجب واما ركن فاذا كان فاذا كانت الجارحة تتحرك وتضطرب بحيث يرى المصلي كأنه ليس في الصلاة هذه مبطلة للصلاة وهو مناف للخشوع واذا كانت الجارحة انما فقدت نوعا من الخشوع لا كن له فهذا يعني ترك الواجب وترك في الصلاة محرم وليس مبطلا للصلاة ومثال ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التفات كالتفات الثعلب في الصلاة ولم يقل ان الصلاة باطلة فدل على ان عدم خشوع الرأس ليس مبطلا للصلاة وكان عليه الصلاة والسلام نهى عن انواع من الافعال في الصلاة ولم يبطل بها الصلاة فدل على ان خشوع هذه الجوارح في هذه الاحوال واجبة خشوع الجوارح يشمل سكون العين ثبات الرأس واليدين والقدمين قياما وركوعا وسجودا وجلوسه ونحن ايها الاخوة ندرك اذا كان ندرك انه اذا كان الخشوع هو المقصود الاعظم للصلاة فانه يسبب استكانة القلب وتذلله بين يدي مالك القلوب فان ذلك لا يتأتى الا بالمجاهدة. فالواجب على المسلم ان يجاهد في اظهار الخشوع والاتيان بالخشوع في الصلاة