الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول السائل احسن الله اليك. ما حكم الكذب في اليمين وما كفارته؟ الحمد لله رب العالمين وبعد لا يجوز للانسان ان يعقد اليمين بالله عز وجل وهو كاذب يعلم انه كاذب. لان هذه اليمين هي التي يسميها العلماء باليمين الغم واصبر وهي التي يسميها العلماء باليمين الغموس وهي ان يحلف الانسان على امر كاذب يعلم انه كاذب فيه. واليمين الغموس من جملة كبائر الذنوب والاثام ففي صحيح الامام البخاري من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبائر الاشراك بالله وعقوق الوالدين. وقتل النفس واليمين الغموس اعظم ضررها ويتطاير خطرها وشررها اذا كانت تتضمن اقتطاع حق امرئ مسلم كما قال صلى الله عليه وسلم من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان. ومن جملة الكبائر ايضا ان يجعل البائع سبب تنفيق سلعته هو حلفه الكاذب. فيقول والله لقد اشتريتها بكذا وهو كاذب. والله ان سليمة من العيوب وهو كاذب. فهذا من الثلاثة الذين توعدهم الله عز وجل بالويل والعذاب الشديد ففي صحيح مسلم من حديث ابي ذر رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم. المسبل ازاره. والمنان وعطاءه والمنفق سلعته بالحليف الكاذب. وان الحلف كذبا دليل على تعظيم القلب لله عز وجل فان القلب لو عظم الله حق تعظيمه وقدره حق قدره لما جرى اللسان باسم من اسماء الله كاذبا فاذا كان الانسان يحلف كذبا فهذا دليل على عدم تعظيم قلبه لله عز وجل. فاليمين كذبا على مضى غموس والغموس كبيرة وعلاج الكبائر التوبة الصادقة. فعلى السائل وفقه الله وان يتوب الى الله عز وجل توبة صادقة مستجمعة لشروطها وان يتعهد امام الله الا يرجع الى مثل ذلك. وان يظهر ندمه وبين يدي الله عز وجل على حلفه به كاذبا. واما قوله وما كفارتها فاليمين الغموس اعظم من ان تدخلها الكفارة فان الكفارة انما تكون في الذنوب الخفيفة. مقارنة بما فوقها والا فليس بالذنوب شيء خفيف. ولكن مقارنة بما فوقها بما فوقها قد توصف بانها اخف منها. فاليمين الغموس شأنها اعظم من ان تكفرها الكفارة وانما كفارتها رد الحقوق الى اصحابها والتوبة الصادقة الى الله عز وجل والله اعلم