الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليك. ما حكم حلق اللحية الحمد لله رب العالمين وبعد لا جرم ان حلق اللحية واستئصالها بالكلية امر محرم لا يجوز. فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن حلقها وامر باكرامها واعفائها وارخائها. فقال وفروا اللحى اعفوا اللحى. خالفوا المجوس اكرموا اللحى وقد ايد وقد ايد قوله بفعله. فانه لا يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم انه تعرض للحيته مطلقا. واما حديث عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم اخذ من طول لحيته وعرضها. فانه هو حديث ضعيف لان فيه البلخي وهو رجل ضعيف عند اهل الحديث. فالمحفوظ عنه صلى الله عليه وسلم انه كان ويعفي ويرخي لحيته على ما خلقها الله عز وجل. لم يكن يأخذ من عنفقته شيئا ولا من اطراف عارضيه شيئا ولا من طول لحيته شيئا وكان وكانت لحيته تضرب بين بين على صدره صلى الله عليه وسلم. وكانت تهتز وقت القراءة كما قال انس كنا نعرف قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهر والعصر باضطراب لحيته. ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ ما زاد على القبضة منها وقد حكى جمع من اهل العلم اجماع العلماء على تحريم استئصال شعرة اللحية بمعنى تحريم حلقها بالكلية وانما وقع الخلاف بين اهل العلم في اخذ ما زاد على القبضة منها والحق ان شاء الله منعه. واما من فعله من الصحابة فانه يعتبر رأيا له واجتهادا له والمتقرر عند الاصوليين ان مذهب الصحابي واجتهاده ورأيه ليس بحجة اذا ثبت مخالفته للمرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم. فلا يجوز للرجال ان يحلقوا لحاهم مطلقا فيكونون كمن تشبه بالنساء. فان اللحية مما اكرم الله عز وجل به الرجل. وعلى ثاني ان يصبر على لحيته وان يجاهد كثرة النقد لاننا نسمع كثيرا من اهل هذا الزمان ينقدون دون من يربي لحيته ويصفونه بالرجعية او التطرف او التخلف او الاصولية. او بعض المذاغب الفاسدة كالدواعش او غيرها. فصار كثير من الناس يريد ان يفر من هذه الاوصاف المستهجنة والنعوت حتى ترتاح نفسه في حلق لحيته. فان هذا امر محرم. فان الانبياء قد وصفوا بالاوصاف القبيحة المستهجنة ولم يمنعهم ذلك عن تبليغ شريعة الله ولا العمل والقيام بها. فعلى الانسان ان يصبر على تطبيق مقتضى شريعة الله وان يصابر وان يجاهد وان يرابط نفسه على الصبر حتى يقبض الله عز وجل روحه فيكون من الفائزين والله اعلم