يقول احسن الله اليكم ما حكم قول بعضهم؟ انا متوكل على الله ثم عليك. الحمد لله رب العالمين. المتقرر في القواعد عند اهل السنة ان ما كان من التعبدات القلبية المحضة لا يجوز ان تصرف شيء من شعبها صغرت او كبرت لغير الله عز وجل. فالتوكل هو من تلك كالعبادات القلبية المحضة. ليس شيء من شعب التوكل يكون فطرة او ان يكون له يعني مجال اخر وانما كل توكل فهو تعبد. فكبير التوكل تعبد وصغير التوكل تعبد. فكل التعبد من اوله عفوا فكل التوكل من اوله الى اخره يوصف بانه تعبد فهو تعبد قلبي محض. وما كان من قبيل التعبدات القلبية المحضة فانه لا يجوز ان يصرف منه شيء قل لغير الله عز وجل. وبناء على ذلك فلا يجوز للانسان ان يقول توكلت على الله وعليك. ولا يجوز ان يقول توكلت على الله ثم عليك. حتى وان جاء بثم فانها لا تشفع له. الا ان كثيرا من الناس يقصدون بقوله توكلت على الله ثم عليك يعني عليك يعني من باب الوكالة اي وكلتك بهذا الامر فنقول حتى وان كان ذلك مقصودهم فلابد ان يعبروا عن هذا المقصود الصحيح بعبارة لا تتضمن عقدية فلا يجوز للانسان ان يقول توكلت على الله وعليك ولا يجوز له ان يقول توكلت على الله ثم عليك لان التوكل عبادة قلبية محضة والقاعدة تقول التعبدات القلبية المحضة لا يجوز ان يصرف منها شيء لغير الله عز وجل. فان قلت والخوف فنقول ان الخوف وان كان تعبدا قلبيا لكن لكن ليس محضا. فان من الخوف ما يكون طبيعيا جبليا فطريا كخوف الانسان من النار كخوف الانسان من اللصوص كخوف الانسان من الظلمة فهذا خوف طبيعي جبلي. لكن ليس هناك توكل طبيعي جبلي. افهمتم هذا؟ فاذا التوكل عبادة قلبية محضة من اوله الى اخره تعبد. ليس من شعبه ولا من جزئياته شيء يخرج عن كونه تعبدا. فكل قلبي محض فلا يصرف في اي جزء من اجزائه لغير الله عز وجل والله اعلم