الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول الجمهور فحين قالوا بان رخص السفر كالقصر محدودة باربعة ايام فاقل. يقول ما هي ادلتهم وما تعليلهم لهذا القول؟ الحمد لله رب ثمينة وبعد دليلهم ما رواه الامام مسلم في صحيحه من حديث جابر ابن عبد الله رضي الله تعالى عنهما في قصة حجة النبي صلى الله عليه وسلم انه قدم مكة صبح رابعة. ثم بقي في مكان واحد اليوم الرابع والخامس والسادس والسابع ثم خرج اليوم الثامن الى منى فقد عزم النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الايام على الاقامة في مكان واحد. فمن عزم على الاقامة اربعة ايام في مكان واحد فانه يعامل معاملة المقيم. بمعنى انه فيما زاد على هذه الاربعة فانه يحسب نفسه من المقيمين من المسافرين ولكن وجه الاستدلال بهذا الحديث وجه دقيق خفي. ولذلك نص الامام احمد رحمه الله تعالى على انه لا يفهم وجه استدلال من هذا الحديث الا خواص اهل العلم ولكن في الحقيقة هذا القول مرجوح. والقول الراجح ان المسافر لا يزال مسافرا حتى يتحقق فيه في وصفات اما ان يرجع الى بلده الذي سافر منه واما ان ينوي الاقامة الدائمة في البلد المسافر اليه. هذا هو الذي دلت عليه الادلة واختاره شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله. ولا اعلم للجمهور رحمهم الله الله تعالى دليلا مرفوعا للنبي صلى الله عليه وسلم يثبت صحة ما قالوه في التحديد باربعة ايام الا حديث جابر ووجه الاستدلال به خفي ربما لا يفهمه الا خواص طلبة العلم. فوجه به ان النبي صلى الله عليه وسلم عزم على الاقامة هذه الايام الاربعة في هذا الموضع. وكان يقصر فيها فمن عزم على اقامة اربعة ايام في البلد المسافر اليه فانه يجوز له القصر وما زاد على ذلك فانه يعامل فيه نفسه معاملة المقيم. هكذا قالوا وهكذا استدلوا رحمهم الله تعالى والله اعلم