يقول احسن الله اليكم قرأت لاحد المحسوبين على الثقافة والمعرفة تقريرا مفاده ان الشيعة والسلفية متفقان او متفقتان على جعل العصمة عن البشر. فالشيعة يجعلون العصمة في الائمة الاثني عشر والسلفيون يجعلون العصمة في فهم الوحي للقرون المفضلة. فما تعليقكم فالحمد لله نصيحتي لك اذا كنت سوف تتأثر فيما لم اذا قرأت لمثل هؤلاء الذين وصفتهم بالمثقفين انك لا تقرأ اذا لم تكن متضلعا من علوم الكتاب والسنة وراسخا في علوم السلف الصالح فانه لا يجوز لك ان تطلع على كتابات هؤلاء المثقفين الذين حسنت صورتهم بانهم مثقفون والا فاني اظنهم من الليبراليين او الحداثيين او التنويريين الذين يريدون ان يجمعوا بين الظلمة والنور وبين الحق والباطل وبين الاسلام وفلسفة ارسطو وافلاطون كما قال الله عز وجل عن المنافقين في ايات متعددة انهم يريدون الاحكام والتوفيق والجمع بين النظرتين بين نظرة اليهود ونظرة الاسلام ونظرة الشرك ونظرة الدين الحق. فاذا لم تكن متضلعا من علوم الشريعة وعارفا بقواعد اهل السنة والجماعة وراسخا اياك ان تطلع على مثل هذه الكتابات والاطروحات التي قد تثير لك مثل هذه الشبهة والتي تحتاج في كشفها الى من يكشفها عنك ولذلك حرم اهل السنة والجماعة لمن ليس عنده فرقان يتعرف به على الحق والباطل ان ينظر في كتب اهل البدع او ان يجالس فاغلى البدع من باب حماية الدين وحماية الدين من مقاصد الشريعة فكل ما من شأنه اتلاف الدين واعطابه او انقاصه او بعث الشبغ فيه او الشكوك والخيالات والاوهام في شيء من جزئياته او كلياته فان الواجب سده واحكام سده وصيتي لك وفقك الله ان تبتعد الابتعاد المطلق عن قراءة هؤلاء عن قراءة كتب هؤلاء او اطروحاتهم. حتى تتظلع من علوم الكتاب والسنة. واما مسألة قضية العصمة بين السنة والرافضة. فشتان بين هذا وهذا فان الشبهة انما ثارت في ذهنك لانك جمعت بين العصمة التي ثبتت بالنص. والتزكية النبوية الربانية وبين العصمة التي اثبتتها الاحاديث المكذوبة المقلوبة الموضوعة التي اخترعها البشر. ففرقان بين العصمة الالهية التي قضاها الله عز وجل بقدره الشرعي لطائفة من الناس وانزل بها ايات كتابه ايات كتابه وقالها نبيه صلى الله عليه وسلم في الذي في وحيه الذي لا ينطق الهوى ان هو الا وحي يوحى وفرقان بين العصمة المكذوبة المختلقة المزعومة التي لا يقف ورائها مستند شرعي فهم القرون المفضلة الذين زكاهم النبي صلى الله زكاهم الله عز وجل في كتابه زكى علمهم زكى فهمهم زكى ديانتهم زكى ظواهرهم زكى اعمالهم زكى بواطنهم اخبر بعظيم الرضا عنهم شهدت لهم الادلة بانهم من اهل الجنة وهم لا يزالون احياء ويقول فيهم الله عز وجل محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا الاية بتمامها. وقال الله عز لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة الاية بتمامها. وقال الله عز وجل والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار الذين تبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه. فهؤلاء الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه وسطر الله لهم في كتابه اعظم الوصف واعظم واعظم الذكر واعظم التزكية ممن اتفق اهل السنة على انهم عدول ثقات اثبات لا تبحث عن عدالتهم. ممن قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتواتر خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. ممن قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم اقتدوا بالذين من بعدي ابي بكر وعمر وممن قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم ان يطع القوم ابا بكر وعمر يرشدوا. وممن قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ. ممن زكاهم الله عز وجل بقوله ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين. وزكاهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله وان بني اسرائيل قد تفرقت على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة. قالوا من يا رسول قال ما انا عليه واصحابي ممن زكاهم النبي صلى الله عليه وسلم في احاديث كثيرة وقال عنهم ابن مسعود من كان مستنا فليستن بمن قد مات فان الحي لا تؤمن عليه الفتنة. اولئك اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم هم اضر هذه الامة قلوبا واعمقها علما واقلها تكلفا قوما اختارهم الله لاقامة دينه وصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم. فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوا على اثرهم وتمسكوا بما استطعتم من سيرهم واخلاقهم فانهم كانوا على الهدى المستقيم. وقال ابن مسعود ما رآه المسلمون اي الصحابة حسنا فهو عند الله اخي حسن وما رآه المسلمون قبيحا فهو عند الله قبيح. افتأتي بهذه العصمة التي تقف ورائها تلك المستندات التي لم اذكر الا بعضها بالعصمة التي يدعيها الرافضة في ائمتهم الاثني عشرية شتان والله هذا بهتان عظيم. هذا جمع بين الحق والباطل. هذا يذكرنا بقول الله عز وجل انما البيع مثل الربا وهذا من افسد القياس. ويذكرنا بقول الله عز وجل افنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون هذا والله من اعظم من اعظم الباطل الذي لا يجوز قبوله. فاذا فرقت بين العصمتين العصمة الشرعية والعصمة البدعية حينئذ ينحن عندك وتعرف ان ما قاله هذا الذي وصفته بانه مثقف انه عين الباطل والله اعلم