رأينا بالنسبة لي يقول الحديث القدسي قال الله تعالى كل عمل ابن ادم له الا الصوم فانه لي وانا اجزي به. يريد يقول اريد وشرحا لهذا الحديث ولماذا خصصه لهذا التخصيص بارك الله فيكم؟ هذا حديث عظيم وثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم بفضل ما يأويه عن ربه عز وجل انه قال كل عمل ابن ادم له الا الصوم فانه لي وانا اجيبه. فهذا الحديث فيه فضيلة الصيام ومزيته من بين سائر الاعمال وان الله اختصه لنفسه بين اعمال العبد هذا تشريف للصيام تفضيل له على غيره من الاعمال. وقد اه اجاب اهل العلم عن قوله تعالى الصوم لي ولا اجزي به. بعدة اجوبة. منهم من قال ان معنى قوله تعالى الصوم لي وانا اجزي به ان اعمال ابن ادم قد يجري فيها القصاص بينه وبين المظلومين. فالمظلومون يقتصون منه يوم القيامة واخذ شيء من اعماله وحسناته كما في الحديث لان الرجل يأتي يوم القيامة باعمال صالحة امثال الجبال فيأتي وقد شتم هذا وقد ضرب هذا واكل مال هذا فيؤخذ لهذا من حسناته ولهذا من حسناته. حتى اذا فنت حسناته ولم يبقى اي يؤخذ من سيئات المظلومين وتطرح عليه سيطرح في النار الا الصيام فانه لا يؤخذ للامام يوم القيامة. وانما يدخره الله عز وجل للعامل يجزيه به فيكون هذا معنى قوله كل عمل ابن ادم له كفارة الا الصوم فانه لي وانا اجزي به اي ان اعمال بني ادم يجري فيها القصاص ويأخذها الغرماء يوم القيامة اذا كان ظلمهم الا الصيام فان الله يحفظه ولا يتسلط عليه الغرماء ويقول اه لصاحبه عند الله عز وجل. وقيل ان معنى قوله تعالى الصوم لي وانا اجزي به انه ترك قائم لشهوته طعامه وشرابه من اجلي معناه ان الصوم عمل باطني لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى فهو نية قلبية بخلاف سائر الاعمال فانها ويراها الناس ان الصيام فانه عمل سري من العبد وبين ربه عز وجل. ولهذا يكون الصوم لي وانا اجزي به انه ترك شهوته وطعامه وشرابه من اجلي. فكونه ترك شهوته وطعامه من اجل الله هذا عمل باطني ثنية خفية لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى. بخلاف الصدقة مثلا والصلاة والحج والاعمال الظاهرة هذه يراها الناس اما الصيام فلا يراه احد لانه ليس معنى الصيام ترك الطعام والشراب فقط او ترك المفطرات الظاهرة فقط لكن معنى الصيام ان يكون خالصا لله عز وجل ونية صادقة لله عز وجل هذا معنى الصيام وهذا لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى. ويكون هذا معنى قوله تعالى الصوم لي وانا اجزيه وفسره بقوله انه ترك شهوته وطعامه وشرابه من اجلي. فيكون قوله انه ترك الى اخره تفسيرا لقوله الصوم لي وانا اجيبه. ومن العلماء من يقول ان معنى قوله تعالى الصوم لي وانا اجزي به ان الصوم لا يدخله شرك. بخلاف الاعمال فان المشركين قد يقدمونها لمعبوداتهم كالذبح والنذر وغير ذلك من انواع العبادة وكذلك الدعاء والخوف والرجاء فان كثيرا من المشركين يتقربون الى الاصنام ومعمولاتهم بهذه الاشياء بخلاف الصوم. فما ذكر ان المشركين كانوا يصومون لاوثانهم ولمعبوداتهم بالصوم انما هو خاص بالله عز وجل. فهذا يكون معنى قوله الصوم لي وعلى انه لا يدخله شرك ولم يكن المشركين يتقربون به الى اوثانهم وانما يتقرب بالشيء الى الله عز وجل. نعم ثم عظم الله مصيبتكم