الفهمي واذا قرأت عن عالم من العلماء يشترط لقيام الحجة فهمها فاعلم انه انما يقصد مطلق الفهم اي بعضه ولا يعني باي حال من الاحوال اشتراط الفهم المطلق. فالجميع اذا الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليكم ما شروط قيام الحجة على المعين الحمد لله رب العالمين وبعد لقد اجمع العلماء رحمهم الله تعالى على ان الحجة لا تقوم على المعين الا بالعلم فاشتراط العلم في قيام الحجة شرط متفق عليه بين اهل السنة والجماعة. فلا تكفير الا بعلم ولا عقوبة الا بعد انذار. والمتقرر عند ان التكاليف الشرعية منوطة بالقدرة على العلم والعمل. فاذا وقع الانسان في شيء من المخالفات الشرعية جاهلا ومثله اجهل فانه لا مؤاخذة عليه شرعا لقول الله عز وجل ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا والخطأ هو مخالفة مقتضى العلم وقال الله عز وجل لانذركم به ومن بلغ اي ان النذارة انما تكون في حق من بلغته الدعوة وتحقق في حقه قيام مقتضى العلم عن طريق يثبت مثله يثبت بمثله. وقال الله عز وجل وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا. فاشتراط العلم لقيام الحجة شرط متفق عليه وليس ثمة من يخالف فيه واما الشرط الثاني في قيام الحجة فهو شرط مختلف فيه وهو اشتراط فهم الحجة. فهل فهمه شرطه فهل الفهم شرط في قيام الحجة ام لا؟ بعد النظر الطويل في كلام اهل العلم في هذا الشرط وجدت والله اعلم ان خلاف بين اهل العلم فيه لفظي لان العلماء متفقون على ان مطلق فهم الحجة شرط في قيامها ولذلك فالحجة لا تقوم على المجنون لان المجنون فاقد لمطلق الفهم فمطلق الفهم شرط في قيام الحجة اتفاقا واما الفهم المطلق فليس شرط في قيام الحجة ايضا اجماعا. والمقصود بالفهم المطلق اي الفهم الكامل الذي يعقبه القبول والتسليم والعمل فهذا ليس بشرط. فصار القول الصحيح عندنا في هذه المسألة هو ثلاث اجماعات ثابتة عن اهل العلم رحمهم الله. الاجماع الاول ان العلم شرط في قيام الحجة. والاجماع الثاني ان نمطلق الفهم ان مطلق الفهم شرط في قيام الحجة. الاجماع الثالث ان الفهم المطلق ليس بشرط في قيام الحجة. فاذا قرأت عن عالم من العلماء لا يشترط لقيام الحجة فهمها فاعلم انه انما ينفي الفهم المطلق المقتضي للقبول والعمل. ولكنه لا ينفي ان يشترط العلم والجميع يشترط مطلق الفهم. والجميع لا يشترط الفهم المطلق اي الفهم الكامل وبناء على ذلك فعندنا هنا قاعدة تبين لك خلاصة ما ذكرته لك وهي لا تقوم الحجة على المعين الا بالعلم ومطلق الفهم لا الفهم المطلق. لا تقوم الحجة على المعين الا بالعلم ومطلق الفهم لا الفهم المطلق. وكل اجزاء هذه قاعدة متفق عليها بين اهل العلم رحمهم الله. ولا يأتينا احد ويقول ان العلماء قد اختلفوا في الفهم لاننا سنقول ان خلافهم لفظي اذ ان الفهم الذي يشترطه هؤلاء ليس هو الفهم الذي ينفيه الاخرون. والفهم الذي ينفيه الاخرون ليس هو الفهم الذي يثبته هؤلاء. فكل منهم يتكلم عن فهم اثباتا ونفيا غير الفهم الذي يتكلم عنه الاخر فالذين يثبتون الفهم انما يقصدون به مطلق الفهم. والذين الفهم انما ينفون الفهم المطلق. فاذا لا تقوم الحجة على المعين الا بثلاثة شروط الا بشرطين ان تصله الحجة وان يفهمها مطلق الفهم. واما الفهم المطلق فليس بشرط باجماعهم والله اعلم